إهانة جديدة تتعرض لها الذاكرة الجزائرية والجالية الجزائريةبفرنسا وكل الجزائريين، دون أن تتحرك دبلوماسيتنا هناك، إما عن جهل أو عن تواطؤ· يقوم كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج حليم بن عطا الله، ابتداء من اليوم وإلى غاية 20 من الشهر الجاري، بزيارة عمل إلى فرنسا، سيشارك خلالها في عدة تظاهرات بمناسبة إحياء الذكرى ال 50 لأحداث 17 أكتوبر ,1961 لاسيما تدشين ''شارع 17 أكتوبر 1961 '' بنانتير ومراسيم الترحم التي ستنظم بكولومب وأزنيير· ومن ضمن برنامج الاحتفالات بهذه الأحداث التي الأليمة التي راح ضحيتها 400 شخص وفقد فيها مثلها ناهيك عن مئات الجرحى إقامة لوح تذكاري لضحايا هذه الأحداث لم يجد لها المسؤولون على مدينة ''أسنيار سور سان '' )Asnières sur Seine( سوى ''ساحة مقبرة الكلاب '' (Esplanade du cimetière des chiens)، وهي مقبرة للكلاب وحيوانات أليفة أخرى· وقد أثار المكان الذي اختارته سلطات بلدية ''أسنيار سور سان '' حفيظة الجالية الجزائرية في فرنسا والعديد من الجمعيات المناهضة للفكر الاستعماري، متسائلة عن المسوغات التي وجدتها السلطات الفرنسية لاختيار مثل هذا المكان الذي منذ نشأته لم يتبادر لذهن أي كان من الفرنسيين أن يقيم به لوحا تذكاريا· في هذا السياق راسلت جمعية ''فرانس - ماد· أنترناشيونال '' القائمين على هذا الاحتفال لإبلاغهم باعتذارها عن عدم تلبية الدعوة الموجهة إليها كونها ترى في اختيار مكان إقامة هذا اللوح التذكاري مساسا بكرامة ضحايا هذه الاحداث وعائلاتهم وكل الجزائريين· وبحسب هذه الرسالة التي وقعها رئيس الجمعية ''بشير ستي ''، فإن ''المكان المختار لإقامة هذا اللوح التذكر يجب أن تكون له رمزية، معتبرة أن الاحتفال بالذكرى يجب أن يتجه نحو الأمل وأن يكون حظ هؤلاء ضحايا 17 أكتوبر 1961 الأبرياء من الاعتراف أكبر من الحيوانات (الكلاب والقطط وحيوانات أخرى مدفونة بهذه المقبرة ''· وأضافت الرسالة أن العديد من عائلات ضحايا هذه الأحداث مازالوا على قيد الحياة، وهم لا يمكنهم أن يقلوا بشبه شهادة الشفقة هذه ''· وبحسب بعض من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، فإن قنصل الجزائر بنانتير ''عبد القادر دهندر '' قد أبلغ باستياء الجالية الجزائرية وعدد من الجمعيات، إلا أنه ''لم يكترث للأمر، ولم ير أن في الأمر إهانة، بل واعتبر أن إقامة لوح تذكاري يشارك فيه عدد من رؤساء بلديات بينهم رئيس بلدية من اليمين أمر جد إيجابي ''· وبحسب محدثينا، فإن ''اختيار ساحة مقبرة الكلاب لإقامة هذا اللوح التذكاري لم يكن اعتباطا، بل يحمل الكثير من الرمزية وله الكثير من الإهانة لضحايا هذه الأحداث ولعائلاتهم ولكل الجزائريين ''، موضحين أن الجزائريين الذي سيقفون أمام هذا اللوح التذكاري لتذكر هؤلاء الضحايا سيقفون إلى جنب مع الفرنسيين الذين فقدوا كلابهم ''· ويضيف محدثونا أن أعضاء الجالية الجزائريةبفرنسا قد بلغ منهم السخط على سكوت ممثلياتنا الديبلوماسية على هذه الإهانة كل مبلغ، وينوون أن يعبروا عن غضبهم هذا أمام كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج حين الاجتماع به خلال زيارته ابتداء من اليوم إلى باريس، حيث سيحضر كذلك الحفل الذي سيقام برعاية بلدية كليشي لتقليد الشرطي ''بول روسو '' بميدالية تكريما له على شجاعته في الدفاع عن الجزائريين وحمايتهم خلال هذه الأحداث المأساوية ويدشن مقر جديد للقنصلية العامة للجزائر بستراسبورغ ويترأس عدة لقاءات مع أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بالمنطقة·