استمتع، سهرة أول أمس، الجمهور البجاوي بمشاهدة مسرحية بعنوان ''أفضل الحب'' من تقديم الفرقة المسرحية الألمانية، تطرح قضية اجتماعية وعاطفية بين شخصين مختلفين في البشرة والعادات والتقاليد واللغة، لكن الحب الحقيقي والصريح استطاع أن يوحد بينهما ويساعدهما على تجاوز كل الاختلافات· المسرحية بدأت من قاعة انتظار، حيث كان رجل زنجي إفريقي ينتظر وصول أحد معارفه، وبعد فترة وصلت إلى عين المكان امرأة ألمانية هي الأخرى تنتظر قدوم شخص من عائلتها، لكنهما أصيب بخيبة أمل من عدم مجيء أحد، وبالصدفة نشأت بينهما علاقة بالرغم من أن الرجل الإفريقي يتكلم الفرنسية ولا يفهم اللغة الألمانية، ونفس الشيء بالنسبة للفتاة، كانت تتكلم الألمانية ولا تفهم الفرنسية· لكن الشخصين استطاعا بلغة العيون والإشارات والإيماءات أن يتوصلا إلى فهم بعض الأمور، حيث جرى بينهما حوار صامت، جسدته الحركات الكوريغرافية الدقيقة· وقد تغيرت مجريات المسرحية، بعدما وقع الزنجي في حب الألمانية، ففي البداية أخفى الأمر، ومنح كل الوقت لنفسه كي يتأكد من أحاسيسه، ثم قرر الاعتراف بحبه، لكن الفتاة الألمانية لم تتقبل هذا الاعتراف، الأمر الذي جعل الرجل الزنجي يصاب بخيبة أمل· في البداية كان الجمهور الذي اكتظت عن آخره القاعة الكبرى للمسرح الجهوي مالك بوقرموح، لم يفهم جيدا قصة المسرحية، لكن الرجل الزنجي استطاع أن يفهم الجمهور بلغته الفرنسية، فيما نجحت الفتاة الألمانية بفضل حركاتها وملامحها في مساعدة الجمهور على فهم القصة· وتواصلت المسرحية في مشهد أظهر الخلافات والصراعات والمشاكل القائمة بين الرجل الإفريقي والفتاة الألمانية· وبين الجذب والمد بين الطرفين، وتفاقمت الصراعات، افترقا رغما عنهما· وفي الأخير أظهرت المسرحية أن الشخصين تزوجا مسبقا وأنجبا طفلا، لكنه توفي لأسباب صحية، ولم يتمكن والده الإفريقي من رؤيته ولا حتى زيارة زوجته في المستشفى بسبب رفض والدة زوجته الألمانية مواصلة العلاقة بينهما، وأقدمت على طرده في الوقت الذي كانت زوجته في المستشفى· وبعد فترة طويلة عاد إليها بسبب قرحة الحب وعدم قدرته على نسيانها، لكن الفتاة رفضته واتهمته بتركها في الأوقات الصعبة· حاول الرجل أن يفسر الوضعية لزوجته وأن والدتها هي السبب لكنه فشل في ذلك، كون الفتاة كانت عنيدة ومعقدة، وبعد إلحاح الزنجي الذي اعترف لها أن الحب الذي يكنه لها كبير وصريح وقوي ويستحيل له أن يعيش من دونها، وأن البعد الذي بينهما لم يجد له أي حل، أما الفتاة فقد أخفت أحاسيسها وحاولت ألا تظهر له الحب القوي الذي كانت هي الأخرى تكنه لها· لكن الزنجي دفعه الأمر للكشف عن الأسباب الحقيقية التي دمرت علاقتهما، ونقل صورة الشاب الإفريقي الذي غامر بحياته بحثا عن حياة أفضل في أوروبا، ويصطدم بواقع مر، بسبب اختلاف البشرة واللغة والعادات والثقافات، وخاطب زوجته بأن اختلاف لون البشرة واللغة دفعاها للسماح في الحب وتركه· وبعد عرضه كل الأسباب قرر المغادرة وعدم العودة مجددا إليها، وقال لزوجته ''غادرت بلدي للبحث عن الأمن والسلم وحياة أفضل، لكني خسرت أصلي وثقافتي وعائلتي وبلدي''· وفي الأخير استطاع أن يلتقيا مجددا، بعد إطلاق الفتاة العنان لعواطفها واعترفت هي الأخرى بحبها الكبير·