إحتضنت دار الثقافة طاووس عمروش ببجاية، عرض النسخة الجديدة من مسرحية ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' التي أنجزت في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وتشارك في الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح، وتحمل عدة إسقاطات على الواقع الجزائري· مسرحية ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' للراحل الطاهر وطار، اقتبسها محمد بن قطاف، وأخرجتها الفنانة القديرة صونيا، شارك فيها 17 كوميديا تقاسموا الأدوار وسط ديكور غلب عليه اللونان الأسود والأبيض، حيث استطاعوا أن يترجموا على الخشبة الواقع الجزائري بعد الاستقلال إلى حد بعيد، حيث عكست من خلال أحداثها سلبيات النظام وفشل الممارسات السياسية، وأظهرت الغموض والضبابية التي شوهت الأوضاع، حيث استفسرت المسرحية عبر حواراتها عن رد فعل الناس لو عاد الشهداء إلى الحياة؟ وتم طرح عدة تساؤلات على غرار كيف سيتعامل جيل الاستقلال مع الوضع؟ وهل سيرضى الشهداء بالواقع الحالي للبلاد؟ التساؤل الذي يفضي إلى نتيجة واحدة: لا أحد يرغب في عودة الشهداء، لا المخلص ولا الانتهازي، لا المناضل ولا الخائن· ففي الوقت الذي يتسلم فيه ''عمي العابد'' الرسالة من ابنه الشهيد ''مصطفى'' ويخبره بنبأ عودة الشهداء إلى القرية، سرعان ما ينتشر النبأ بين الأهالي وتتضارب المواقف بين مؤيد ومعارض لعودة الشهداء لأسباب تقف وراءها المصالح الشخصية، وإحساس البعض بخيانة أمانة الشهداء والتلاعب بدمائهم، وشعورهم بالخوف على ما فعله بالجزائر بعد نيلها الحرية التي كلفت نفوس ودماء الشهداء غاليا· وقد نجحت المخرجة المسرحية صونيا التي اعتمدت أكثر على الفئة الشابة في توزيع الأدوار بين الكوميديين، وأظهرت وفائها لنص الطاهر وطار، مبدعة في توظيف لمسات أنثوية جريئة، أعطت لها صبغة مختلفة·