''اختارني واختارت، حبني وحبيتو''، بهذه العبارات أجابت المتهمة (أ· ح) في الستينات من عمرها على أسئلة هيئة محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس التي وجهت لها تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وتدنيس وتشويه جثة وإخفائها، لتنفي تورطها في قتل زوجها رفقة عشيق ابنتها بعين طاية· حسبما دار في جلسة المحاكمة، حيث تعود وقائع القضية التي هزت عين طاية والمناطق المجاورة لها سنة 2003 حينما عثر على كيس بمنطقة تامنفوست بالعاصمة وبداخله رأس إنسان مذبوح، لتبدأ التحريات لكشف هوية الشخص المقتول، وقبل ذلك قدمت المتهمة شكوى لدى مصالح الأمن مفادها اختفاء زوجها عن المنزل العائلي في ظروف غامضة، لتقوم مصالح الأمن بالاتصال بها للتعرف على الرأس لتنفي أن يكون لزوجها، لكن تحريات مصالح الأمن التي عثرت على ثلاثة أكياس بها أعضاء إنسان بكل من الحميز، بئر مراد رايس وبرج البحري، جعلها تربط علاقة بين اختفاء الشخص والعثور على أجزاء بشرية متفرقة تعود في النهاية لشخص واحد، وفي البداية، نفت المتهمة أثناء استجوابها من طرف مصالح الأمن تورطها في القضية لتكشف عن خيوط الجريمة بعد مواجهتها بالأدلة، مؤكدة في محاضر سماعها أن زوجها دائم السكر ويهملها، وضاقت به ذرعا لتقنع عشيق ابنتها الذي رفض زوجها تزويجه بها، بأنها ستزوجه ابنتها (ح)، بعد تنفيذ خطة قتل الأب الزوج الذي عاد كعادته في حدود الرابعة صباحا وهو في حالة متقدمة من السكر، متجها إلى غرفته ليتبعه عشيق ابنتها الذي اعتاد المكوث بالمنزل، لتسمع بعدها صراخ زوجها دون أن تدري ما حدث له، تقول المتهمة، التي أضافت إن المتهم الثاني هو من قام بالجريمة، حيث أحضر معه قطعة حديدية، خنجر وقفازات ومنشار الذي تم به تقطيع الجثة لطمس آثار الجريمة الشنعاء، وهي الأدوات التي استعملها المتهمان في تنفيذ مخططهما الإجرامي، حسب مادار في المحكمة، وفي كل مرة تحاول المتهمة نفي التهمة عنها، لتواجهها رئيسة المحكمة بالتصريحات السابقة لابنتها المتهمة في القضية نفسها، التي أنهت فترة عقوبتها وغابت عن الجلسة كشاهدة، بالقول إن والدتها وعشيقها كانا وراء مقتل والدها، حيث شاهدتهما وهما يضعان أجزاء الجثة داخل أربع حقائب تم رمي كل حقيبة في مكان حتى لا تنكشف الجريمة، من جهته، نفى المتهم أن يكون هو من خطط لعملية قتل أب عشيقته، مؤكدا أنه تربطه علاقة وطيدة بالضحية وأولاده· وبعد المداولة أدانت هيئة المحكمة كل من المتهمين بالإعدام لتورطهما في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، تدنيس وتشويه جثة وإخفائها·