تدرس المنظمة الدولية للكومنولث، في دورتها المنعقدة خلال هذه الأيام بأستراليا، عرضا يتمثل في ضم الجزائر إلى صفوفها· وفي حال موافقة الدول الأعضاء المشكلة لهذه المنظمة التي تعتبر أكبر تجمع اقتصادي أنجلوساكسوني على هذا العرض، تكون الجزائر البلد ال 54 الذي سينضم إلى الكومنولث· يأتي هذا الأمر بعد أن قاطعت الجزائر أغلب دورات منظمة الفرانكفونية المنعقدة بدول فرانكفونية مختلفة، بل أكثر من ذلك لم تشارك الجزائر في الألعاب الرياضية لدول الفرانكفونية المنعقدة خلال العام الماضي ببيروت بالرغم من أن الرئيس بوتفليقة شارك كضيف شرف في القمة التي انعقدت في كيبك الكندية عام ,2008 كضيف شرف، غير أن الجزائر لم تنضم بصفة رسمية إلى منظمة الفرانكفونية، بعد عودة حالة التشنج بين الجزائر وباريس بسبب إصرار فرنسا على التعامل مع ''مستعمرتها القديمة'' وفق وباء الغريزة الاستعمارية وإصرارها على عدم الاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر· وقد عملت عدة دول فرانكفونية، خاصة كندا على إقناع الجزائر بالانضمام رسميا إلى منظمة الفرانكفونية، عبر دعوتها المتكررة للمشاركة في مختلف قمم الدول الناطقة باللغة الفرنسية· كما سعت فرنسا لإقناع الجزائر إلى الانضمام إلى فضاء الدول الناطقة بالفرنسية، بداية نهاية التسعينيات، أي بعد وصول بوتفليقة إلى سدة الحكم· وقد أعربت الجزائر وقتها عن استعدادها للالتحاق بالمجموعة، لكن ذلك لم يتبع بخطوات فعلية، موازاة مع إطلاق الجزائر لإشارات في اتجاه دخول بيت الفرانكفونية، من خلال مشاركة بوتفليقة في أول قمة لفضاء ''فرنسا-إفريقيا'' السنوية بياوندي بالكاميرون في عام .2001 وسجلت الجزائر حضورها لأول مرة في قمة الفرانكفونية، بمشاركتها في اجتماع بيروت 2002 بوفد قاده الرئيس بوتفليقة الذي حضر ك ''ضيف شرف''، وجاءت تلك المشاركة إثر مساع فرنسية وكندية لإقناع الجزائر بأن تستغل مؤهلاتها الثقافية واللغوية لتكون عضوا في هذا الفضاء، وحرصت الجزائر على أن تحضر كعضو مراقب وليس كامل الحقوق، وكان لها ذلك في قمة واغادوغو ببوركينا فاسو سنة .2004 ما هي منظمة الكومنولث ؟ كومنولث الأمم منظمة دولية لمجموعة من الدول المستقلة والوحدات السياسية الأُخرى التي عاشت تحت الحكم البريطاني، وتشمل هذه المنظمة بريطانيا ومعها 53 دولة مستقلة كانت في يوم ما مستعمرات لبريطانيا، كما تشتمل على 25 وحدة سياسية مثل المقاطعات والمناطق التي تحت الحماية البريطانية· ويشكل أعضاء كومنولث الأمم نحو ربع سكان العالم ويشغلون أيضًا ربع مساحة الكرة الأرضية تقريبًا، ويتفاوت الأعضاء في هذه المنظمة من حيث الحجم والثروة، فبعض هذه الدول كأستراليا وبريطانيا وكندا دول صناعية غنية، وتتمتع شعوب هذه الدول بمستوى معيشي مرتفع، بينما تعد الهند وباكستان في قارة آسيا، وكينيا ونيجيريا في قارة إفريقيا، أمثلة على الدول النامية التي لازالت تنمي صناعاتها وزراعتها وتحاول تطوير اقتصادياتها· ماذا ستجني الجزائر في حالة انضمامها إلى الكومنولث؟ تتمتع دول الكومنولث بتقليد إيجابي هو التعاون المثمر فيما بينها بحكم تاريخها المشترك· وهناك مجموعة من برامج التنمية تقوم بتنفيذها وكالات كومنولث الأمم بالدول الأعضاء، فعلى سبيل المثال، هناك مجموعة من برامج المساعدات الاقتصادية والمساعدات الفنية تُقدَّم للدول النامية في المجموعة· كما تقوم بعض الوكالات بتنمية التعاون الوثيق بين هذه الدول في قطاعات مختلفة مثل الإعلام والاتصالات الفضائية والتعليم والصحة والأبحاث العلمية· وتشرف أمانة (سكرتارية) كومنولث الأمم على قيادة هذه البرامج وتنسيقها وإدارتها· وفي خضم كل هذا، فإن الجزائر تبحث عن ''المصلحة المشتركة'' بعد أن ظلت الفرانكفونية لعدة سنوات مجرد مشاريع على الورق فقط، والجزائر تطلب ضمانات واقعية قابلة للتنفيذ، بعيدا عن ''إغراءات'' الفرانكفونية و''امتيازات'' الكومنوالث·