تأمل منظمة الكومنولث في جلب الجزائر إليها اضاقة الى خمس دول أخرى في مسعى لتوسيع دائرة نفوذها مقارنة مع مجموعة الفرانكفونية التي ترفض الدولة الجزائرية الانضمام اليها. وقد أفاد أول أمس الثلاثاء الامين العام للمنظمة دون ماكينون خلال ندوة صحفية بجنوب افريقيا نقلت محتواها وكالة رويتز بأنه قد تم تنصيب لجنة تتضمن شخصيات بارزة أوكلت لها مهمة دراسة طلبات الانضمام لعدة دول من بينها ست من الشرق الأوسط و أفريقيا على رأسها الجزائر. و أضاف السيد ماكينون في هذا اللقاء الصحفي على هامش المؤتمر السادس عشر لوزراء التربية و التعليم لدول الكومنولث المنعقد بمدينة الكاب أن هذة الدول الست مرشحة للانضمام كأعضاء أو شركاء للمنظمة التي تضم 53 دولة أغلبها من المستعمرات القديمة للإمبراطورية البريطانية. و رفض السيد ماكينون الإفصاح عن أسماء الدول الست لاسباب وصفها بالديبلوماسية مشيرا إلا أن الطلبات قد تمت عبر الاتصال المباشرة أو بفضل قنوات أخرى لكنها لم تتحد بعد صفة طلب الانضمام الرسمي للمجموعة التي تمثل 8ر1 مليار نسمة. و في هذا الصدد قال السيد ماكينون الذي يترأس المنظمة مند سنة 1999 " لقد شكلنا لجنة من الشخصيات البارزة يقودها الوزير الاول الاسبق لجمايكا السيد بيرسيفال باتيرسون للتكفل بهذا الملف". و أضاف السيد ماكينون الذي شغل في السابق منصب وزير الخارجية لنيوزيلندا بأن "اللجنة ستحدد ما ان كان للكومنولث أن تتوسع لأعضاء جدد أو تضمهم كأعضاء شركاء". إلا أن ديبلوماسيين مقربين من المنظمة أكدوا لوكالة رويترز بان الدول الست المرشحة للالتحاق بالكومنولث كأعضاء أو شركاء هي الجزائر، اليمن، السودان، إسرائيل و فلسطين و رواندا . و لم يوضح السيد ماكينون متى سيتم دراسة انضمام الأعضاء الجدد أو ما اذا كانت طلبات الانضمام أو الشراكة سيتم عرضها خلال مؤتمر القمة للمنظمة المنتظر عقده شهر نوفمبر سنة 2007 العاصمة الأوغندية كمبالا لكنه اكتفى بالاشارة الى أن "الدول التي قدمت الطلبات هي شبه متأكدة بأنها ستقبل والا ما تقدمت بها للمجلس الاعلى للمنظمة " . و فضلا عن ذلك أوضح السيد ماكينون بأن الدول التي ستنظم تعلم أيضا بأنها ستستفيد من حقوق اشتراك متواضعة تمكنها في نفس الوقت من الاستقادة من فضاء ضخم للتعاون. و تعد الكومنولث التي أسست منذ أكثر من 100 سنة فضاء للتبادل في عدة مجالات بما فيها الاقتصادي و العلمي و التربوي و القضائي اضافة الى مجالي الاعلام و الاتصال تشرف على ترقية كل هذه المجالات 85 مؤسسة تابعة للمنظمة. و كان السيد عبد العزيز بلخادم لما كان على رأس الديبلوماسية الجزائرية قد أكد شهر نوفمبر 2004 بأن الجزائر تفكر في الانضمام الى الكومنولث بهدف الاستفادة من فضائها الاقتصادي و التكنولوجي و ذلك أيام قبل انعقاد مؤتمر القمة لمنظمة الفرانكفونية في بوركينافاسو. و معلوم أن الجزائر ترفض الانضمام إلى ما يعرف في الوسط الرسمي الجزائري إلى "منظمة الدول التي تتقاسم الفرنسية" و تكتفي بصفة عضو ملاحظ لما تثيره هذه القضية من حساسيات لدى الرأي العام الجزائري. ورغم مشاركة الرئيس عبدالعزيز بوتفيلقة في قمة بيروت سنة 2002 إلا أنها ترفض الالتحاق بها رسميا رغم الحاح العديد من الدول العضوة و على رأسها كندا الدولة التي ما فتئت تكرر المحاولات لاقناع الجزائر. و تعيب الجزائر على هذه المنظمة كما قال السيد بلخادم "ابعادها الاديولوجية" . و كان السيد بخادم قد صرح على هامش مؤتمر بيروت أن الجزائر لا تستبعد الانضمام الى الكومنولث كما تنوي التقرب من الدول الناطقة بالاسبانية لا سيما مجموعة دول امريكا اللاتينية مشيرا انذاك الى ان الدول الناطقة بالفرنسية ليست مطالبة بالانزواء فقط في فضاء الفرانكفونية. و اذا انضمت الجزائر الى مجموعة الكومنولث ستكون ثاني دولة بعد كندا الناطقة بالفرنسية و الانجليزية التي التحقت بركب الدول الناطقة بالانجليزية زيادة على الفرونكفونية. و في نظر مسؤولين بالمنظمة سيكون لدخول الجزائر و رواندا الكومنولث تأثير بالغ لانضمام الكاميرون الناطقة بالفرنسية و الموزمبيق الناطقة بالبرتغالية بسبب سمعة الجزائر في الوسط الافريقي. و إذا تحقق انضمام الجزائر قسيكون بمثابة ضربة موجعة لفرانكفونية التي تعتبر الجزائر من أهم الدول الناطقة بلغتها. كمال منصاري