قررت امس منظمة الكومنولث تاجيل انضمام الجزائر الى غاية سنة 2009 موعد انعقاد المؤتمر المقبل بترينداد و توباغو و ذلك خلال اليوم الثاني من القمة المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي. وقد صرح مسؤولون عقب اجتماع ضم رؤساء حكومات دول الاعضاء في منظمة الدول الناطقة بالانجليزية أو المستعمرات البريطانية السابقة أن الجزائر ستنتظر سنتين لتعرف ما ان كانت ستلتحق بالمنظمة بسبب تغيير في جدول أعمال الاجتماعات. و كانت ملف ترشح الجزائر للالتحاق حسب نفس المصادر على مكتب الأمانة العامة لمنظمة الكومنولث رفقة ملفات كل من إسرائيل، مدغشقر، اليمن، رواندا و السودان التي كان ينتظر ان يبث رؤساء الدول المشاركة في ترشحها. وعن سبب تاجيل انضمام الدول الست و على راسها الجزائر و إسرائيل قال وزير الخارجية الاوغندي جايمس موغومي الناطق الرسمي باسم المؤتمر بأنه تقرر خلال اجتماع رؤساء الحكومات مناقشة فقط شروط الانضمام للمنظمة موضحا انه تمت دراسة تقرير طرحته الامانة العامة على المشاركين بخصوص تحديد شروط جديدة تسمح بدخول الدول غير الناطقة بالانجليزية الى تجمع الكومنولث . و اوضح السيد موغوي بان التقرير الخاص بمسالة انضمام الدول الست المترشحة فسيتم مناقشته و اعتماده خلال المؤتمر المقبل المنتظر بترينداد وتوباغو بعد أن يتم تكييف الشروط الجديدة التي ستعطي الحق لهم لالتحاق بالكومنولث. و ستعود مهمة متابعة ملف ترشح الجزائر إلى الأمين العام الجديد للمنظمة الهندي كمالاش شارما الذي انتخب أمس إلى غاية 1 افريل 2008 . و كان الأمين العام السابق للمنظمة، دون ماكينون، قد أعلن منذ شهور انه تم تنصيب لجنة تتضمن شخصيات بارزة، أوكلت لها مهمة دراسة طلبات الدول الست المرشحة للانضمام كأعضاء أو شركاء للمنظمة مضيفا آنذاك أن طلبات تمت عبر الاتصال المباشرة أو بفضل قنوات أخرى. وأفادت مصادر دبلوماسية أن الجزائر دعيت لحضور إشغال افتتاح المؤتمر الجمعة الماضي رفقة العديد من الضيوف -غير الأعضاء في المنظمة- ضمن وفود السفارات المعتمدة بأوغندا و قد أكدت مصادر دبلوماسية ان الكومنولث يعول على الانضمام الجزائر خلال المؤتمر المقبل اضافة الى مدغشقر و رواندا الدول التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي . و تعد المزمبيق الدولة الوحيدة التي لا تنطق باللغة الانجليلزية التي انضمت الى الكومنولث التي اصبحت تضم حاليا 53 دولة. وأشارت بعض مصادر من المنظمة بان الجزائر تهتم أكثر بالفوائد الاقتصادية التي ستجنيها بالتحاقها بركب الدول الناطقة بالانجليزية التي تمثل 40 بالمائة من التجارة العالمية و اكثر من 100 مايار دولار من قيمة الاستثمارات المباشرة أي 20 بالمائة من الاستثمارات العالمية. و كان رئيس الحكومة،عبد العزيز بلخادم، عندما كان وزيرا للخارجية، أكد في نوفمبر 2004، قبيل انعقاد مؤتمر قمة منظمة الفرانكفونية ببوركينافاسو، بأن الجزائر تفكر في الانضمام إلى الكومنولث، بهدف الاستفادة من فضائها الاقتصادي والتكنولوجي، علما أن الجزائر رفضت الانضمام إلى منظمة الفرانكفونية. وتعتبر منظمة الكومنولث، التي تأسست منذ أكثر من 100 سنة، فضاء للتبادل في عدة مجالات حيوية، بما فيها الاقتصادي والعلمي والتربوي والقضائي، إضافة إلى مجالي الإعلام والاتصال، وتشرف على ترقية هذه المجالات، 85 مؤسسة تابعة للمنظمة. كمال منصاري