أفادت مصادر إعلامية، أمس، أن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، اعتقل في نيويورك قبل دقائق قليلة من عودته إلى فرنسا بتهمة بالتحرش الجنسي بموظفة في فندق بنيويورك، في حين نفى ستروس كان، الذي يعد أقوى منافس لساركوزي في الرئاسيات الفرنسية المقبلة، كل التهم الموجهة إليه، كما أكد محاميه وليام تايلور أنه سيثبت براءته قريبا. تزعم خبر اعتقال مدير صندوق النقد الدولي في إحدى مطارات فرنسا، المواقع الإخبارية أمس، والتي أوردت بعض التفاصيل حول التهمة الموجهة إليه والمتمثلة في التحرش الجنسي بإحدى موظفات فندق بنيويورك، أين اقتاده رجال الشرطة خارج الطائرة التي كان على متنها وتم تسليمه إلى محققين، كما تباينت ردود فعل الشخصيات السياسية حول الحادثة، غير أن المتفق عليه لدى الجميع أن حظوظ دومينيك ستروس كان في الترشح إلى انتخابات الرئاسة في فرنسا في 2012 أصبحت جد ضئيلة. من جهته، قال أحد محامي دومينيك ستروس كان في فرنسا، أمس، إن من المهم تفادي التغطية الإعلامية المكثفة بشأن الاتهامات بالاعتداء الجنسي الموجهة ضده والانتظار إلى أن يتضح ما إذا كانت المزاعم حقيقية، وقال ليون ليف فوستر »يجب أن ننتظر إلى أن تستقر الأمور ونرى أن كانت حقيقية أم استفزازا«، وأضاف »يجب أن نتحلى بالحذر حتى لا ندخل سيركا إعلاميا ويجب أن ننتظر حتى تتضح الأمور«، مشيرا إلى أنه من المهم الحفاظ على الهدوء. وفيما يتعلق بعمل صندوق النقد الدولي، فقد قال في أول بيان له، أمس، انه »مازال يعمل بكامل طاقته« رغم القبض على مديره العام، مضيفا أنه منذ القبض على ستروس كان »ليس لديه تعليق وأحال جميع الاستفسارات إلى محامي ستروس كان والسلطات المحلية«. وفيما يتعلق بأهم ردود فعل الشخصيات السياسية بفرنسا، خاصة وأن ستروس كان، يعد المرشح المحتمل للانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي الفرنسي استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2012، قالت مارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية المنتمي لأقصى اليمين، أمس، ان اتهامات بالاعتداء الجنسي موجهة لرئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان قضت على آماله في الترشح في انتخابات الرئاسة العام القادم. وصرحت لإحدى القنوات التلفزيونية »القضية والاتهامات... إيذان بنهاية حملته وحملته المسبقة للرئاسة ومن المرجح أن تدفع صندوق النقد الدولي إلى أن يطلب منه ترك منصبه.« وكانت استطلاعات للرأي قد أظهرت أن ستروس كان، يعد المنافس الأكثر قوة على الأرجح من اليساريين في مواجهة الرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي، حيث يحتمل أن يؤدي توقيف المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان في نيويورك إلى وقف السباق الرئاسي للمرشح الاشتراكي المرجح لدى الفرنسيين في استطلاعات الرأي لمنافسة نيكولا ساركوزي في 2012. من جهة أخرى، يتوقع أن يحدث الاتهام الموجه رسميا إلى المدير العام لصندوق النقد الدولي زوبعة في حملة الانتخابات الرئاسية، أولا لدى المعسكر الاشتراكي حيث يبرز دومينيك ستروس-كان في استطلاعات الرأي كمرشح مرجح لخوض الانتخابات باسم الحزب الاشتراكي في العام 2012، ثم لدى الطبقة السياسية الفرنسية بأكملها، وما يزيد من حدة هذه الزوبعة أن استطلاعات الرأي الأخيرة ترجح فوز دومينيك ستروس-كان في مواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي التي يتوقع أن يترشح العام المقبل.