كشفت مصادر في حركة مجتمع السلم، أن رئيسها أبو جرة سلطاني يعيش أزمة حقيقية غير معلنة مع النظام بعد أن تعطلت أهم قنوات تواصله معه، ''وأصبح بتصريحاته يحرج معنويا عددا من وزرائه في الحكومة، التي قد توقعهم كضحايا خلفيات سلبية خلال تشكيل حكومات لاحقة على حساب إنجازات حققوها''، وتضيف المصادر أيضا إن أبو جرة ''شرع في استعراض سياسي من خلال زيارته للغنوشي في تونس بعد الفوز الكاسح للنهضة ولم يرق ذلك لكثيرين على المستوى الرسمي''· لم تمر زيارة أبو جرة سلطاني والوفد المرافق له إلى زعيم النهضة التونسية، راشد الغنوشي، بعد الفوز بالانتخابات الأخيرة، دون أن تترك أثرا في أوساط المناضلين، إذ تقول مصادرنا إن حسابات سلطاني بهذه الزيارة حددت هدفين رئيسيين ''الأول داخلي ويتمثل في تحقيق سبق على حساب جبهة التغيير الوطني التي يقودها غريمه عبد المجيد مناصرة المنشق عن حركة مجتمع السلم الذي كان وفريقه على علاقة حسنة مع راشد الغنوشي قبل دخوله إلى تونس بصفته أحد أهم أسماء التنظيم العالمي للإخوان المسلمين''· وتضيف المصادر، إن هدف سلطاني الثاني كان سياسيا وأراد بزيارته تلك ''ترسيم علاقة وطيدة يُذاع صيتها بين الأوساط السياسية والرسمية في الجزائر، على اعتبار أن النظام التونسي القادم الذي قد تقوده النهضة الإسلامية سينسج علاقاته الخارجية مع دول الجوار بناء على توجهه الإيديولوجي، وهو ما يجعل السلطة في الجزائر تخاطر بعلاقتها مع تونس في حال استبعدت من تفكيرها حركة مجتمع السلم كشريك أساسي في الحكم''، وهو الأمر الذي تعتبره جهات مسؤولة في الحركة أنه ''تفاوض غير مباشر وهمز من سلطاني للنظام في الجزائر في محاولة ضغط واستباق لنسج علاقة غير محسوم في أمرها رسميا رغم تاريخ الغنوشي والجزائر''· من جهة أخرى، تعلل مصادرنا التي زودتنا بهذه المعلومات، سرّ تصعيد رئيس الحركة لهجته تجاه الحكومة، بما سبق ذكره ''كرسالة من سلطاني تتضمن استعراضا للقوى مفاده إبلاغ جهات في السلطة بأن قوتها لم تتأثر بانشقاق جماعة عبد المجيد مناصرة عنها''، وهو ما عبّر عنه صراحة في آخر خرجة إعلامية في حصة ''أكثر من مجهر'' على القناة الإذاعية الأولى، أول أمس، حينما قال ''لن نكون حزب tout va bien''، كما فتح باب ''نية الوفاء'' لخط الدولة بقوله ''ولا حزب الكل أسود''· وتفيد المعلومات أيضا أن مواقف سلطاني الأخيرة وتصريحاته النارية ضد التحالف والحكومة ''جاءت بعد تقطع قنوات اتصاله مع السلطات والحرج الكبير الذي وقع فيه معنويا وزراءه الذين قد يطالهم الإقصاء في حكومات قادمة بسبب تلك التصريحات، دون أن يُنظر لما حققوه خلال عهداتهم''· وإذا كانت المصادر تعترف في حركة مجتمع السلم أن أبو جرة يريد بذلك الحفاظ على مصلحة الحركة ''إلا أن الطريقة المستعملة في ذلك تعتريها كثير من العيوب والخلل، وهو ما يجعلها مفضوحة وغير دارسة للعواقب''·