وقع رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، أول أمس، مع حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ''تواصل'' الموريتاني، على اتفاقات لبرنامج عمل مشترك يخص عدة محاور للتعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية بين الحزبين. وقال سلطاني، عقب التوقيع على الاتفاق، إن حركة حمس تعد ''مفتاحا لحزب تواصل في الجزائر''. صرح أبو جرة السلطاني، خلال ندوة صحفية بفندق ''شنقيط بلاس'' بنواقشوط، أن حركة حمس ترغب في تفعيل التعاون المغاربي على مستوى الأحزاب والهيئات والنقابات ليكون العمل مكملا للنشاطات الرسمية بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد إلى أن ''التعاون الاقتصادي بين موريتانيا والجزائر لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب حتى الآن''. وذكر سلطاني في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الموريتانية، أن توقيع الاتفاق مع حزب تواصل ''جاء لإزالة العوائق النفسية والفكرية بين حركته وجميع الأحزاب والهيئات في موريتانيا''. واستغل سلطاني زيارته إلى موريتانيا لشرح تجربة حركة مجتمع السلم التي أسسها المرحوم محفوظ نحناح السياسية والحزبية وكذا مشاركتها في السلطة منذ منتصف التسعينات، سواء من خلال دخولها إلى المجلس الوطني الانتقالي أو ضمن الجهاز الحكومي. وحسب أبو جرة سلطاني ''الحركات الإسلامية لم تعد رهينة أفكار الأمس بل وجدت لنفسها مساحة في الفعل السياسي بعيدا عن ثنائية المطالبة أو المغالبة''. ومن هذا المنطلق أكد رئيس حمس الذي يزور موريتانيا حاليا، ''أن جلوس الإسلاميين وهم ينتظرون تحقيق مطالبهم على يد الغير غير ممكن، كما أن خيار المغالبة الذي تبنته بعض الجماعات خيار سلبي، وقد جر على البلدان الإسلامية الكثير من الويلات''. وفي منظور سلطاني فإن ''الخيار الأسلم هو المشاركة الجدية والمضبوطة بقواعد الإسلام''. وفي دفاعه عن خيار المشاركة في السلطة الذي أقره الشيخ محفوظ نحناح وتواصل حركة حمس اعتماده بعده، قال سلطاني بأن حركته ''استطاعت أن تكون عنصرا فاعلا في المجتمع حينما رأت أن حركات أخرى قد انجروا إلى التخريب''، معتبرا أن ''الخيار الذي انتهجته حركته اتضح مع الوقت أنه الأسلم''. من جانبه قال محمد جميل ولد منصور، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ''تواصل''، إن حزبه ''مهتم كثيرا بالدبلوماسية العالمية والتعاون مع جميع الأحزاب والهيئات في شتي بلدان العالم''.