مررت، أول أمس، بمكتبة العالم الثالث في ساحة الأمير عبد القادر، التقيت هناك بمدير المكتبة الصديق علي باي، يمتلك مهارة المحترف وذكاء وذوق القارئ، سألته إن كان وجد حلا لجلب رواية أمين الزاوي الأخيرة حتى نتمكن من القيام بحفلة توقيع لروايته أثناء اللقاء الذي أعددناه له في الفضاء الثقافي للنقاش الحر في مكتبة ''الجزائر نيوز''، لكنه قال لي، أن المسألة قد تتأخر قليلا ورجاني أن أبعد قليلا موعد اللقاء، لكنني قلت لعلي أن ذلك يعد أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا، فلقد وجهنا الدعوة للجمهور من خلال وسائل الإعلام·· وأثناء الحديث قال لي عندما سألته عن الطبعة الجزائرية لرواية أمين الزاوي بأن منشورات البرزخ قد تراجعت بشأن شراء الحقوق على دار فيار، وهذا بسبب ما تثيره الرواية من إشكالات تتعلق بالجرأة في طرح القضايا ذات الحساسية والعلاقة مع مواضيع شبه محظورة·· وهذا ما فسح المجال لراضية عابد صاحبة دار سيديا لأن تكون بديلا، فهي التي ستقوم بنشر رواية أمين الزاوي بعد أن تراجع سفيان حجاج مدير منشورات البرزخ·· التقيت في المكتبة بالزميل آيت أوفلا، مدير جريدة ''الوقت''، وهو صحفي سابق في جريدة ''ليبرتي''، وقد قال لي ونحن نتجاذب أطراف الحديث عن وضع الصحافة الجزائرية اليوم، أنه لا زال يحن إلى تلك الأيام التي تألق فيها في جريدة ''ليبرتي''، قال لي ''إن ليبرتي هي التي صنعتني، وكانت بالنسبة لي أوكسجيني الحقيقي الذي أعطاني الحياة في عالم الصحافة''··· اقتنيت أربعة كتب، مجلد موسوعي حول تاريخ التصوف بشكل عام، وتاريخ الطريقة العلوية بشكل خاص، وكتاب لبرينوصولت وهو عبارة عن مقابلة مطولة مع شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس، كتاب يتسم بالجرأة في الكشف عن الحقائق المتعلقة بتاريخ الطريقة وما تعرضت له من مضايقات في فترة الرئيس الراحل هواري بومدين· أما الكتابان الآخران، فهما عن جيل دولوز لعبد الجليل بن محمد الأزدي، ومراسلات بودلير صاحب ديوان أزهار الشر ·· الذي ظل محتفظا بقوته وثرائه وحداثته المعبدة للحداثات الجديدة·