تجولت وحماري في شوارع العاصمة رغم برودة الجو إلا أن الشتاء له طعمه الخاص في التجوال خاصة إذا كنت مرفوقا بحمار حشري إلى حد النخاع·· قال وهو يراقب حركات الناس المسرعة ووجوههم المهمومة·· تراهم سعداء؟ قلت·· يا له من سؤال تعجيزي؟ قال·· ولماذا تعتبره كذلك·· ألم تسأل نفسك يوما هل أنت سعيد؟ قلت·· سعيد سعيد دون أن أسأل·· قال ساخرا·· أنت تجاوبني حتى أكف عن السؤال؟ قلت ·· أعوذ بالله من كلامك وشرك ·· قلت لك إني سعيد وحتى أنظر إلى تقاسيم السعادة تصرخ من وجهي·· قال ناهقا·· ولكن بداخلك حزين·· قلت ونحن نعبر على شارع السكوار ''البورصة المالية''·· وهل تظن أن السعادة تشترى بالمال؟ قال ساخرا·· لو كنت بارونا من بارونات العملة الصعبة هل سيسكنك الهم·· قلت·· أفكارك غريبة والتجوال معك ممل·· قال·· أحاول فقط فتح مواضيع معك حتى لا تسأم وتضجر في هذا الجو البارد·· قلت·· أعرف مقصدك حتى هنا تريد أن تشير إلى البزنسة والسياسة والمال·· قال·· كيف عرفت؟ قلت·· إشاراتك إلى بورصة السكوار تدل على ذلك·· قال·· صدقني كلما مررت من هنا·· أسال ما هذا؟ وكيف يحدث هذا؟ ومن سمح بهذا؟ قلت·· الحديث طويل وأنا لست مستعدا حتى أناقش هذا الأمر بالخصوص لأنه لا مخرج له أنا سأتركك تجول وحدك وحلل وناقش وحدك··