قال حماري وهو يتابع الحركات الاحتجاجية التي تعرفها البلاد··· أريد أن أعرف كيف تشجع هؤلاء كلهم وفكروا في المطالبة بحقوقهم؟ قلت ضاحكا··· من تقصد أيها الحمار··· هل تقصد أعوان الحرس البلدي أم عمال رئاسة الجمهورية أم موظفي مراكز البحوث النووية أم موظفي الأرصاد الجوية أم مستخدمي القطاع الصحي أم عمال الشركة الوطنية للتنقيب أم·· قاطعني حماري قائلا·· ''راك صدعتني يا صديقي·· البلد كله في إضراب''؟ قلت·· أنت من طرح السؤال وأنا أجيبك فقط على سؤالك·· لقد عددت لك بعض الشرائح التي تهدد وتتوعد ومعها كل الحق في ذلك·· قال ناهقا· ''خصيت غير أنا مادرتش إضراب''·· قلت له·· لأنك تعرف مسبقا أنه لن يسمعك أحد حتى لو ضربت رأسك في الحيط·· قال·· حركة الإحتجاج هذه دليل على شيء واحد·· هو أن الدولة عاجزة أمام مواطنيها·· وأن المؤسسات والحكومة كلها في غيبوبة·· قلت·· ''كثر خير الجيران الذين أفاقوها''·· أطلق حماري قهقهات متواصلة وقال·· الجيران حطموا المعبد وما عليه ونحن رغم هدوئنا و''عقالتنا'' مازالت الدولة تستبيح حقوقنا·· قلت·· ماذا يخسرون لو يعطون لكل صاحب حق حقه؟ قال·· أنت مثالي فوق اللازم·· كيف تكون الدولة إذن؟ أنت تريدها أفلاطونية؟؟ يجب أن يكون السارق والمسروق ويكون المتهم والبريء·· قلت·· تخيل لو أن الشعب هو الذي يحفر ''الحكومة''؟ قال ناهقا·· فعلا أنت طغى عليك الفكر الأفلاطوني·· أنظر حولك لترى أن النار تشتعل في كل مكان·· الله يستر من العاقبة··