دائما ما يبدو مقهى الحي هادئا ولكن لو حدث وسمعت صوتا أو قهقهة أو صراخا أعرف المنظر والفيلسوف والفقيه والسياسي وعالم العلوم هناك·· وفعلا كما توقعت·· الأفواه مفتوحة بطريقة مذهلة والعيون جاحظة ولا شيء يتحرك سوى لسان حماري العجيب·· يحلل في سياسات الشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا ويعطي المعطيات التي من شأنها أن تعرض سوريا للدمار وتعرض إيران للقصف وتجعل من ليبيا مجرد فحمة لا تصلح إلا لإشعال النار·· قلت له·· ما ذنب هؤلاء المساكين الذين تشوه أفكارهم وتغز عقولهم بأفكارك المغلوطة·· قال ناهقا·· اعطني واحدا يفكر مثلي؟ قلت·· يفكر مثلك·· هل أنت تفكر أصلا؟ قال·· أفكر وعندي بُعد نظر وأنا أحاول أن أفتح عيونهم عما يحدث في العالم·· قلت·· ولكن هم أيضا يقرأون الجرائد ويشاهدون الفضائيات ويدركون ما يحدث·· قال·· لكن هل يمكنهم تحليل المعطيات؟ قلت·· كل يحلل حسب ما يملك من عقل·· قال·· هذا خطأ أيها الصديق يجب أن تنور الناس وتحذرهم من مخاطر ما يدور حولهم·· قلت·· هل سيصيبهم صاروخ أمريكا الذي تنوي إرساله إلى إيران؟ نهق نهيقا ساخرا وقال·· نهار ينور الملح·· قلت·· ماذا تقصد·· قال إيران تعرف ماذا تفعل·· ابكي على نفسك وبلدك يوم يغلقون علينا نوافذ الأكل والملبس والمشرب ماذا سنفعل؟ قلت·· أفكارك مسمومة·· قال ناهقا·· أنصحك بأن تحضر دروس المقهى·· سأنور مخك قليلا··