أخذ حماري يتفحص خارطة العالم ويمسك بيده قلما أحمرا يسطر به ما يراه مناسبا ومن أجل إزعاجه قلت له ساخرا ··· ما بك أيها الحمار هل تسطر على بؤر التوتر في العالم أم تسر على مناطق سياحية تريد زيارتها؟ تنحنح في مكانه وقال ناهقا ··· أسطر على آبار النفط والبترول التي أسالت اللعاب وجعلت الغرب لا يرى أمامه سواها· قلت ضاحكا··· هذا عمل الإدارة الأمريكية والفرنسية والبريطانية وليس عمل حمار مثلك· اللهم إلا إذا كنت مجندا لديهم· أحسست أن الدم صعد إلى رأسه وكاد يقلب الدنيا على رأسي وقال·· أنا عميل؟ والله وطنيتي تتعدى وطنية الكثير وأنت تعرف ذلك· قلت ··· ما دمت وطنيا لماذا تبحث عن مواقع آبار البترول ومشتقاته ··· أنا أعرف أن الوطني مكانه على هامش الحياة، يعيش ويموت ولا يحلم سوى براحة البال ولا يحشر أنفه في قضايا أجنبية· قال صارخا ··· النفط صار من القضايا الأجنبية؟ قلت ··· لست أنا من يقول هذا ولكن كل ما يدور حولك يؤكد ذلك· قال ··· صحيح ما تقول ولكن ما يؤسف أن الوصول إليه أصبح عن طرق وديان من الدماء· قلت ··· وجثث من المغفلين وطالبي الحرية؟ قال متأسفا ··· معادلة صعبة مدروسة بدقة هان فيها كل ما يتعلق بالإنسانية، وأصبحت المصلحة فوق الجميع، وتكالب أطماع فرنسا وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا جعل من العرب أغبياء في مسرحية تافهة ·· قلت ساخرا ··· يؤدون أدوار الكومبارس وهم يظنون أنهم أبطالا·· قال ··· اللعنة على النفط الذي عمى العيون· قلت ··· واللعنة علينا لأننا لا حول ولا قوة لنا·