قرأت وحماري موضوع هجرة الشباب والرقم المفزع الذي يحصي عدد الراغبين في الهروب من البلد·· نهق حماري معترضا على كلمة هروب وقال·· استعمل مصطلحا غير هذا ليس صحيحا أن هناك من يريد الهروب من بلده بل الأصح أنه دُفع إلى ذلك وأنت ترى المشهد العام في البلاد كيف دفع بالكثيرين للموت وغيرها·· قلت·· لكني لست معترضا على الفكرة في حد ذاتها ولكن ما يحيرني هي النسبة الأخرى من الذين يريدون البقاء·· قال·· لأنهم لا يملكون مستلزمات السفر أو هناك رابط ما يحكمهم من رقابهم·· قلت·· معناه أنت تؤكد أنك مع الهجرة؟ نهق عاليا وقال·· غلطة عمري أني بقيت في هذا البلد·· صحيح هو بلدي أحبه ولا أقبل أن يمس بشيء ولكن بين الهربة والمواطنة فرق·· تنهد بعمق وقال·· آه لو مازلت حمارا شابا لفعلتها·· قلت ساخرا·· افعلها الآن ما يمنعك من ذلك؟ قال·· لا الصحة ولا القوة يسمحان بذلك·· لو ذهبت من قبل لكان حالي تغير إلى الأفضل والأكيد أنني قد صرت شخصا آخر·· قلت·· أنت الحمار وتتمنى ذلك يعني لا يمكننا لوم الشباب·· قال·· لا ألوم أحد على ذلك·· رغم أن أعمارهم تفنى في الغربة وعقولهم يستنفذها في مشاريعه، إلا أن تقنية الاستعمار الحديث لم تستثن أي مجال·· يستبيحون بترولنا باسم الديمقراطية ويستبيحون شبابنا باسم التعليم ويستبيحون أفكارنا باسم التقدم ونحن ننساق مثل القطيع·· قلت·· العيب في الدول التي لا تحافظ على أبنائها·· قال ساخرا·· الدول هي التي اتكرهب الإنسان في نفسه وتضع له العراقيل التي تجعله يرى كل ما حوله جهنم·· الدول يا صديقي هي أيضا مبرمجة وتسير ب بالتليكوموندب لخدمة أغراض الغرب·· الله غالب لا يمكن فعل شيء·· البقاء للأقوى·