من المنتظر أن تقدم تعاونية ''براكسيس'' لمليانة بالتعاون مع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي يوم 40 من الشهر المقبل عرضا شرفيا لمسرحية ''عودة العباد'' في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وسيشارك في العرض نخبة من الوجوه المسرحية من الجيلين على غرار محمد أدار وأوزيت مراد وعديلة سوالم ومنيرة فيسة ووائل بوزيدة وغيرهم من الممثلين القادمين من 21 ولاية · يتم في الأيام القليلة القادمة بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان عرض مسرحية ''عودة العباد'' لمخرجها سيد أحمد قارة ومؤلفها عبد الرزاق بوكبة، ويشارك في التمثيل الذي جاء على شكل ورشة 42 ممثلا من الجيلين قصد خلق جسر تواصل والتعلم من خبرة الآخر، كما أكد المخرج· تدور أحداث المسرحية حول السيرة الروحية للعلامة ''سيدي بومدين الغوثي'' من خلال الوقوف على أهم محطاته الروحية دون التركيز على سيرته الذاتية، وقد قرر المخرج الاشتغال على الجانب الروحاني التصوفي لهذه الشخصية التاريخية بداية من مرحلة طفولته مرورا بسفره لطلب العلم إلى أكثر من بلد، وصولا إلى منطقة ''العباد'' بتلمسان مسقط رأسه كآخر محطة من حياته، وهو ما قام بتجسيده ركحيا من خلال زوج جاء لزيارة ضريح الوالي الصالح للتبرك بعمله الصالح لعله يرزق بطفل يسير على نهج العلم والدين الذي كان يسير عليه المشايخ، ليستقبل بعدها الزوج مولود جاء إلى الحياة متشبعا بالثقافة الإسلامية على أصولها الحقيقية ومبادئها الدينية، وهو ما دفع بالعلامة بتشجيعه على طلب العلم على يد كبار المشايخ حيث سافر إلى فاس وتلقى الدروس في أصول الدين عن أبرز شيوخ المدينة، ليتوجه بعدها إلى مكة ويأخذ مبادئ الفقه والتفسير على يد سيدي عبد القادر الجيلالي الذي قرر إلباسه رداء العلم ليطلق عليه اسم شيخ الإسلام· دفعه حماسه للتوجه إلى القدس لاكتساب المزيد من العلوم والمعرفة حيث التقى بصلاح الدين الأيوبي وشاركه في معركة حطين الفاصلة بين الصليبين وقوات صلاح الدين المسلمة والتي أسفرت عن سقوط مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون وبعدها غير العلامة وجهته إلى بجاية وعمل على نشر علوم الدين والمعرفة حيث تخرج على يديه آلاف الطلبة ليعرج إلى منطقة العباد بتلمسان مسقط رأسه وهناك التحق بالرفيق الأعلى ليصبح ضريحه من الأماكن التي يرتادها الزوار· شهد العرض حسب ما أكده لنا المخرج إقبالا وتجاوبا كبيرا بمدينة مستغانم خلال عرضه قبل الأول، فالممثلون سجلوا حضورا قويا على الخشبة حيث تمكنوا من اللغة الحوار، وهذا ما انعكس بصورة إيجابية على لوحات العرض، إلى جانب ذلك فإن الديكور هو الآخر زاد من جمالية العرض، ففي معظمه كان يمشي على أثر الفضاء الخالي الذي يوحي بالرمزية والتصوف· للإشارة، تعاونية ''براكسيس'' قامت بعد عرضها الأول بجولة فنية بكل من عين تموشنت وولاية سيدي بلعباس وسعيدة وحطت رحالها حاليا بمسرح ولاية معسكر، وسيكون لها عرض خلال شهر ديسمبر في كل من قاعة الموقار وقصر الثقافة بالعاصمة·