ما هو انطباعك وشعورك حول مبادرة تكريمك؟ صراحة، إنها مبادرة أعتبرها جميلة وفريدة من نوعها، لأنها تمنح لي فرصة لقاء أصدقائي الذين لم ألتقي بهم منذ سنوات، وكذا لقائي المباشر مع الجمهور، علما أن فرقتنا لا تعتمد على إنتاج الألبومات كل سنة، وبعد 7 سنوات من الانتظار قررنا أن يكون هذا العمل الفني والموسيقي الجديد فرصة للقاء مع الجمهور مباشرة ولمدة ثلاثة أيام كاملة، لأنه حدث سعيد، وهدفنا أن نتقاسم فرحتنا وسعادتنا مع جمهورنا، وفي الوقت نفسه أن نقول للجمهور إن أبرانيس عاد بألبوم جديد. هل بإمكاننا أن نعرف الأسباب التي تركتكم تنتظرون مدة سبع سنوات كاملة دون ألبوم؟ هذا التأخر راجع إلى ظروف الحياة وأمور شخصية وعراقيل أخرى متعددة، ومثلما صرحت ففرقتنا تتجنب إخراج ألبومات كل سنة، كما أنها معروفة منذ سنوات أنها وفية للفن والموسيقى والغناء وضروري المحافظة على صورتنا، إضافة إلى أن الأغاني والألبومات التي أنتجتها فرقتنا منذ سنوات لا تزال إلى يومنا هذا تصنع الحدث. ما هو الجديد في ألبومك الأخير؟ عموما، احتفظنا باللمسة الفنية والموسيقية لفرقة أبرانيس المعروفة، لكن من ناحية طابع ''الروك'' فهذا الألبوم يحمل نوعا أفضل من الذي نؤديه في الماضي، والشيء نفسه للنغمة، فهي جديدة وعصرية، أما كلمات نص الأغاني فهي أكثر قبائلية من الأغاني القديمة والسابقة، وهذا ما أعتبره من أهداف الفرقة التي تسعى دائما إلى التنمية والتطور وبذل جهد أكبر لتحقيق مستوى أعلى وأفضل. أما عن المواضيع، فهذا الألبوم الجديد يحمل عنوان ''روايح'' بمعنى ''الروائح'' فيه 9 أغاني، كل أغنية تتناول موضوعا معينا، تطرقنا إلى مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والفلسفية··· وغيرها، كما أن هذا الألبوم يخلو من الأغنية العاطفية، فهو ألبوم عائلي محض. الطابع الموسيقي ''الروك'' بدأ يظهر بكثرة لدى الجيل الجديد بمنطقة القبائل وبالجزائر ككل، كيف تقيم مستواه؟ حاليا، طابع الروك والموسيقى العصرية على العموم بدأتا تأخذان طريقهما الصحيح بمنطقة القبائل وفي الجزائر ككل، أرى أن هذا الجيل الجديد استطاع أن يحقق تطورا كبيرا في هذا المجال، لاسيما من خلال إتقان الآلات الموسيقية الحديثة بكل أنواعها· صراحة، يجب أن نعترف أن طابع الروك أصبح يلقى اهتماما كبيرا لدى الشباب، وهذا راجع إلى التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام والاتصال الحديثة المتوفرة، هؤلاء الشباب أصبحوا يتابعون هذا الطابع في الفضائيات الأجنبية وفي الأنترنت، حيث تأثروا وتعلقوا بعه كثيرا، وهذا ما منح لهم أيضا الفرصة لفهم هذا الطابع عكس ما كان عليه سابقا. كما أتوقع للموسيقى العصرية مستقبلا زاهرا لدى الجيل الجديد من الفنانين القبائليين. كيف يرى كريم أبرانيس الموسيقى القبائلية في وقتنا الحالي؟ أعتقد أن الموسيقى القبائلية حققت تطورا وتنمية لا بأس بها، وما لمسته في الساحة الفنية في وقتنا الحالي أن هناك الكثير من الفنانين والموسيقيين القبائليين الشباب يملكون مواهب إبداعية وفنية كبيرة، صراحة كل مرة أشاهد حفلات موسيقية ألتقي بفنانين شباب يبهرون بمستواهم ويبشرون خيرا بمستقبل الأغنية الأمازيغية· وفيما يخص الأغاني والألبومات التي ينتجها هؤلاء الفنانين، أقول إنها تتسم بنوعية محترمة لدى العديد من الفنانين من حيث الموسيقى والكلمات· أما بخصوص الرداءة، فهذا أمر موجود حتى في الماضي، ولا يجب أن ننظر إليه، وأنا أرى أنه لا يمكن أن نقارن الأغنية القبائلية الحالية بالأغنية القبائلية الماضية، لأن الوضع الاجتماعي تغير والحياة أيضا تغيرت، وأرى أنه على هؤلاء الفنانين الشباب العمل بجد وتقديم أغاني في المستوى، وذلك بتجاوز كل العراقيل والعقبات التي تقف أمام تقديم مستوى أفضل في الأغنية القبائلية، لأن العديد من الفنانين الشباب وأصحاب المواهب ليس لديهم إمكانيات مالية ومادية. بعد 40 سنة من العطاء الفني والموسيقي، هل هذا الألبوم الجديد يؤكد أن كريم أبرانيس لا يزال يواصل مشواره؟ الفنان ليس لديه نهاية، وأنا أؤكد وأطمئن جمهوري أن مشواري لا يزال مستمرا ومتواصلا إلى غاية عدم قدرتي على تقديم أي شيء، وحاليا أنا مصر على الاستمرار وخصوصا مساندة الفرقة وتقديم خبرتي وتجربتي في الموسيقى للجيل الجديد، وأعد الجمهور بعدة مفاجآت إن طال عمرنا، طبعا. وأغتنم الفرصة لأشكر كل من ساهم من بعيد ومن قريب في تنظيم هذه المبادرة التي سمحت لي بلقاء جمهوري، وكل الذين يكنّون حبا كبيرا لي ولفرقتنا، وبالخصوص إلى مسؤولي الثقافة بتيزي وزو.