المسرحية تناولت موضوعا اجتماعيا عاطفيا ينقل الأوجاع والآلام التي يعاني منها الإنسان، ما هدفكم؟ الهدف من اختيار هذا الموضوع الاجتماعي هو السعي لتحقيق التواصل مع الجمهور بطريقة جمالية حقيقية يكون فيه حوار متبادل مع المتلقي، هذا الأخير الذي عانى كثيرا من الناحية الاجتماعية وأصبح عرضة لكل المشاكل. من جهة أخرى، فمسرحية ''ناس مشرية'' هو عمل مسرحي يعالج أشياء كثيرة يجب تصحيحها في المجتمع، ونلامس من خلاله الواقع الاجتماعي والسياسي وغيره، وذلك بطريقة جمالية تبتعد عن الخطابات الإيديولوجية المباشرة، كما أننا نريد أن نقول في المسرحية، إن التسامح هو وسيلة لنسيان الأوجاع التي نعيشها في الحياة. ما هو تقييمك للجمهور القبائلي؟ الحمد لله، لقد شعرت بسعادة كبيرة أولا، لأن الجمهور القبائلي كان في الموعد وفي المستوى المطلوب، حيث تفاعل مع المسرحية بحفاوة، وحقق التواصل مع الكوميديين، وهذا يشجعنا ويحفزنا للعمل أكثر وبذل مجهودات جبارة، كما أن تجاوب الجمهور ساعد أيضا الكوميديين على الإبداع فوق الخشبة وإنجاح المسرحية. إعتمدتم في المسرحية على الحكي الشعري في جانبها الشكلي، لماذا هذا الاختيار؟ صحيح، من ناحية الشكل مسرحية ''ناس مشرية'' اعتمدت على الحكي الشعري، لكن هذا اختيار المؤلف بوزيان بن عاشور، أما أنا فأخرجت المسرحية، واشتغلت على النص بوفاء، فالمؤلف من حقه الإجابة على هذا السؤال. لمسنا في نص المسرحية وجود كلمات دينية على غرار الكورد والسنة والشيعة، هل من توضيح؟ هذه الكلمات لا علاقة لها بالدين ولا بأشياء أخرى، إدماجها في النص هو مجرد إحالة بسيطة، لأن كاتب المسرحية من الغرب الجزائري، وفي منطقة الغرب هناك ظاهرة هي أن من يحفرون الآبار هم سوريون، والسوريون متخصصون، والبطلة أنها عشقت سوري وحدث معها تواصل، ذهب ولم يعد إلا بعد 10 سنوات. لمسنا من خلال الرقصات حركة كوريغرافية توحي بالعلاقة الجنسية، هل نفهم أن المسرح الجزائري لا يزال بعيدا عن كسر الطابوهات؟ المسرح الجزائري منذ القدم هو مسرح مغاير، ويجري عكس التيار، فهذه الحركة الراقصة التي تعبّر عن الجنس، لا تعني أننا نريد كسر الطابوهات، لأن الطابوهات كسرها المجتمع· أما نحن، فقد حاولنا فقط إماطة اللثام عن بعض الطابوهات· وفي المسرحة، اعتمدنا على زمنين، زمن الحاضر وزمن الماضي، وفي كل مرة يحاول مدين ذكر مشرية نقوم بوضع مشهد للماضي أقحمنا فيه حركات راقصة، وهي طريقة لإضافة صورة جمالية للمسرحية من خلال الرقص الكوريغرافي، وهي أيضا فكرة لنمنح الجمهور فرصة مشاهدة الجسد يتحرك، لأن منطقة القبائل معروفة برقصاتها الكبيرة والمشهورة، والمواطن الجزائري معروف أيضا بجسمه الراقص. ما هي مشاريعكم المستقبلية في الفن الرابع؟ لدينا مشروع في عمل مسرحي مع المسرح الجهوي سعيدة، وذلك بإنتاج مسرحية جديدة بعنوان ''كانت ليلة'' للمؤلف مصطفاي محمد، سيكون جاهزا في الأشهر القريبة القادمة، إن شاء الله.