يستعرض الدكتور عبد القادر أوجيت، أستاذ الفلسفة بجامعة ماري مونت فرجينيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، في كتابه ''الرواية الجزائرية والخطاب الاستعماري''، الصادر في 2010 بأمريكا، الإنجازات الأدبية لعدد من الروائيين الجزائريين المعروفين، على غرار مولود فرعون، كاتب ياسين ومحمد ديب··· وغيرهم من الكتاب الذين برزوا في السنوات الخمسين الأخيرة، ونشروا باللغة الفرنسية، في محاولة منه إلى تعريف القارئ الأمريكي والدارس أيضا ما حققته هذه الأسماء. إن القارئ بالإنجليزية يرى في هذا العمل، أن الدكتور أوجيت قد اهتم بالأدب الجزائري باللسان الفرنسي، مركزا على بعض الأعمال الروائية ل: مولود فرعون، محمد ديب، مولود معمري وكاتب ياسين بصفتها كتابات شاهدة على ممارسات العمل الاستعماري الوحشي. وما يميز هذه الدراسة هو أنها غير عادية في أدواتها الفكرية، ذلك أنها أول دراسة تقارب موضوعها فلسفيا باستعمال مفهوم استحدثه الفيلسوف فرانسوا ليوتار: ''المغاير''، وهو إذ يجري هذه الدراسة تراه ينتقد النظرة التي ترى في هذه الأعمال مجالا للتعبير السياسي وتهمل الجوانب الفنية لها، كما ينتقد النظرة التي تتناول هذه الروايات باسم نزعة إنسانية واهمة، وهو في هذا يريد أن يبين أن إدانة هؤلاء الكتاب للاستعمار منسجمة سياسيا مع موقفهم ومتسقة مع نقدهم للإنسية التي يبشر بها المستعمر. ولفهم السياق التاريخي للروايات المدروسة نجد المؤلف يزود قارئه بنبذة عن تاريخ الجزائر، وهذا لأن الدراسة موجهة للقراء بالإنجليزية.