قال حماري وهو يتابع أمور الدنيا ''المخلطة'' على جميع الأصعدة ··· ''يا حسراه على بكري'' كانت الحياة هادئة ولا أحد كان يفكر في أن الحاكم ليس سوى زنديق يستولي على مال الشعب··· كلامه أثار بداخلي قهقهة عالية وقلت له ··· زنديق؟ هذا هو الوصف الذي وجدته؟ قال ··· كنا نؤمن في الحاكم كما نؤمن في أنفسنا ولا نظن به السوء لأنه بداخلنا اعتبرناه أبا رحيما··· حتى جاءت مخططات أمريكا وجعلتنا نراه شيطانا··· قلت ··· يعني العيب فيكم أنتم من لم تحددوا الرؤية كما يجب؟ قال ناهقا ··· والله لم أعد أفهم أين الخلل ولكني أصبحت متأكدا من شيء واحد هو أن ما يحدث الآن عمره يعود إلى أكثر من خمسين سنة· قلت ··· خمسون سنة كاملة أيها الحمار؟! أنت تبالغ! قال ··· ما معنى أن يطلب عبد الجليل ومجلسه الانتقالي العون من أمريكا كي تؤمن لهم الحدود ويرفعون الراية البيضاء بحجة العجز وعدم القدرة؟ قلت ··· لم يضبطوا أمورهم بعد· قال ناهقا ··· من ينوي فعل شيء يحسب حسابه··· هو لم يفعل لأنه ليس هو من نوى ولكن أمريكا وصلت إلى نتيجتها وسوف تبسط يدها على حدود ليبيا كلها بحجة الحماية··· أمريكا وصلت إلى هذه النتيجة لأنها هي التي نوت وخططت وفعلت··· هل فهمت؟ قلت ··· أنت تبالغ أيها الحمار· قال صارخا ··· غباؤك هذا يجعلني أفكر في ضرب رأسي في الحيط··· يا أنا يالحيط··· أقول لك أن الأمور منظمة وأنت تخرف؟ قلت··· وما دخل رأسك في هذا الأمر؟ قال··· ربما أنا أيضا مثل ليبيا أحتاج إلى من يرفع عني رأسي لأني لست قادرا على ضبطه؟ قلت ···''راك تمعني'' أيها الحمار؟ قال ناهقا ··· كلما أقوله لك حقيقة··· ويا وليلنا من أمريكا يا ويلنا منها···