هدد الأساتذة المتعاقدون الذين لم يمسهم قرار الإدماج إلى غاية اليوم، وزارة التربية الوطنية بالانتحار حرقا، خلال الأيام القليلة القادمة، بعدما باءت محاولاتهم بالفشل، من أجل افتكاك الإدماج، فيما أكدت وزارة التربية الوطنية أنها لا يمكن أن تدمجهم لأنهم خارج المنشور، وعمليات الإدماج انتهت والموضوع طوي نهائيا. تراجع الأساتذة المتعاقدون عن تنظيم اعتصام وطني لليوم الثاني على التوالي أمام مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة، بعد أن فرقتهم قوات مكافحة الشغب، أول أمس، من الاعتصام، واعتقلت العشرات منهم، فيما اجتمع، أمس، أعضاء المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، من أجل وضع استراتيجية جديدة للاحتجاج لافتكاك مطلبهم القاضي بالإدماج دون أي شرط أو قيد، حيث قرر المجتمعون تصعيد الحركات الاحتجاجية والاعتصامات إلى غاية تحقيق مطلبهم، وهذا بداية من هذا الأسبوع إلى غاية الإدماج· فيما قرر العديد منهم الانتحار بشتى الطرق وخاصة الانتحار حرقا، نظرا لتهميش وظلم الوزارة لهذه الفئة التي من المفترض أن يسمها الإدماج إلا أنهم لازالوا، إلى حد الساعة، وعلى الرغم من مرور 10 أشهر على قرار رئيس الجمهورية إلا أنهم لم يدمجوا. من جانب آخر، كشفت رئيسة المجلس الوطني لقطاع التربية مريم معروف ل ''الجزائر نيوز''، أن وزارة التربية في لقائها معها الأسبوع المنصرم، أكدت أنها لن تدمج هؤلاء الأساتذة المتعاقدين، البالغ عددهم أزيد من 4800 أستاذ، وأكدت أن سبب ذلك أنهم خارج المنشور، وأشارت إلى أن الوزير بن بوزيد أعطى تعليمات صارمة للمصالح المعنية بعد استقبالهم وفتح نقاشات معهم، لأن عمليات الإدماج انتهت، وزن ملف المتعاقدين طوي نهائيا· وأضافت المتحدثة ذاتها، إن وزارة التربية بقرارها هذا تكون قد خالفت قرار رئيس الجمهورية في مارس الماضي، القاضي بإدماج جميع المتعاقدين دون قيد أو شرط· إضافة إلى ذلك فإن الوصاية وعدت بتكييف الأشخاص ذوي عدم التخصص في مناصب إدارية في مجال تخصصهم، إلا أنها لم تقم بفعل ذلك، بل تخلت عنهم -حسب مريم- وهو ما أدى إلى التأثير على نفسية المتعاقدين، وجعلهم يهددون بالانتحار· كما كشفت مريم أن أحد الأساتذة المتعاقدين بولاية مستغانم، الذي لم يدمج تعرّض لاضطرابات نفسية كبيرة، وهو الآن في منزله، لا يقوم بأي شيء، مشيرة إلى أن مثل حالة هذا الأستاذ كثيرة، ومتعددة في أغلب ولايات الوطن.