صعد، صبيحة أمس، الأساتذة المتعاقدون احتجاجاتهم أمام رئاسة الجمهورية، وعرف اليوم الثالث من الاعتصام المفتوح محاولتي انتحار حرقا لأستاذين، أفشلتا من طرف قوات مكافحة الشغب التي طوقت المكان تحسبا لأي انزلاقات منظمة العمل الدولية تراسل “السناباب” وتندد باستعمال القمع ضد المحتجين موازاة مع الإصرار في التصعيد الصادر عن المحتجين الذين أعلنوا الدخول في إضراب عن الطعام أمام تنديدات منظمات حقوقية ودولية ضد استعمال القمع ضد المتظاهرين. قد منع الأمن ترك المحتجين ينظمون مسيرة في المرادية، ودخل الطرفان في مشادات عنيفة قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من تهدئة الأوضاع ومحاصرة الأساتذة المتعاقدين أمام موقف الحافلات المقابل لقصر رئاسة الجمهورية، حيث رفعت بعدها الشموع من طرف المحتجين ورددوا العديد من الشعارات على غرار “مراناش رايحين أهنا بايتين”، “صامدون لسنا سياسيين”، “أريد حقي في الإدماج”، “الإدماج بدون شروط “. وهي كلها شعارات دوت في سماء المرادية بالعاصمة في اليوم الثالث على التوالي من الاعتصام الذي لم تنجح الوزارة الوصية في توقيفه بفتحها الحوار عن طريق استدعاء وجهه أمينها العام أبو بكر الخالدي إلى رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين لعقد اجتماع حول المطالب المرفوعه، وهو اللقاء الذي تم مقاطعته، حسب هذه الأخيرة على خلفية الاستهزاء بهم أول أمس. وأكدت مريم معروف أنهم لن يتحاوروا مع وزارة التربية لأنها من خلال اجتماعها بهم لا تعتبر مطالبهم مشروعة، بل ذهبت إلى حد الاستخفاف بالأساتذة المتعاقدين، مضيفة أن رسالتهم موجهة إلى رئيس الجمهورية لإنصاف الأساتذة المتعاقدين، الذين يحلمون بالاستقرار في جزائر العزة والكرامة. ولم تستبعد من جهتها مريم معروف الدخول في إضراب عن الطعام، مؤكدة أن المحتجين صمموا على اللجوء إلى هذا الخيار للضغط على السلطات، في ظل رفض الوصاية التدخل تلبية لمطلب الإدماج وضربه عرض الحائط، كما أكدت عزمهم واستمرارهم على المبيت في العراء إلى غاية اقتناص حقوقهم المهضومة وإنصافهم. وقد تسبب صمت مسؤولي الرئاسة في حدوث انزلاقات، بعد محاولة معتصمين من أدرار ومستغانم إضرام النار في جسديهما، أين تدخل رجال الأمن وحالوا دون ذلك، وأبعدوا قارورة البنزين من يد المحاول الانتحار وحجزها. مع الإشارة إلى أن الأستاذ الذي حاول الانتحار من ولاية أدرار كان قد دخل في غيبوبة ليوم كامل أول أمس. وأمام ذلك، وجهت عدة تنظيمات حقوقية جزائرية وتنظيمات دولية على غرار المكتب الدولي للعمل بيان تنديد ضد العنف المستعمل ضد المتعاقدين خصوصا النساء منهم، في إشارة إلى الاعتداء بالضرب بالعصي ليلة الإثنين التي صادفت مبيت الأساتذة المتعاقدين أمام الرئاسة.