أقدم، أمس، أستاذان، كانا معتصمين أمام مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة، رفقة المئات من زملائهم في اليوم الثالث على التوالي، على محاولة الانتحار بصب البنزين على جسديهما في غفلة من زملائهم، لولا تفطن أحد الأساتذة، ويتعلق الأمر، حسب رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين مريم معروف ل ''الجزائر نيوز'' بأستاذ من ولاية مستغانم، والآخر من ولاية أدرار، هذا الأخير الذي تعرّض، أول أمس، إلى الضرب من طرف قوات الأمن، أثناء محاولة تفريقهم، وهو زميل الأساتذة الأربعة الذين توفوا في طريقهم إلى العاصمة من أجل المشاركة في الاعتصام، وأكدت مريم أن أغلبية الأساتذة المتعاقدين يئسوا من الوضع الراهن، ومعظمهم يهددون إلى بالإنتحار جماعة، بين الفينة والأخرى، إذا لم يتم إدماجهم في مناصبهم الشاغرة، وذلك بقرار رئاسي· من جانب آخر، جددت مريم إصرار المتعاقدين على المبيت في الشارع بالقرب من مقر الرئاسة لأيام وليال طوال إلى غاية تحقيق مطلبهم· وخلال اليوم الثالث من الاعتصام المفتوح، لم يتلق المتعاقدون أي تجاوب من طرف رئاسة الجمهورية، ولا حتى وزارة التربية الوطنية، بل لم يحرك أي مسؤول ساكنا من أجل هذه الفئة، بعد أن أعلمتهم وزارة التربية، أول أمس، رفض مطلب الإدماج بصفة نهائية وبقرار لا رجعة فيه، وبقي المعتصمون، أمس، في حالات كرّ وفرّ مع قوات مكافحة الشغب والشرطة، في كل محاولة منهم تصعيد الاعتصام، والوصول إلى مقر الرئاسة، إلا أنه في كل مرة تقابل محاولتهم بالقمع والضرب من طرف قوات الأمن· وللإشارة، فإنه خلال ليلة أول أمس، تم نقل المتعاقدين في حدود التاسعة مساء من مكان اعتصامهم إلى مقر دار النقابات بالدار البيضاء بالعاصمة، ليرجعوا صباح أمس إلى نفس مكان الاعتصام مصممين على مواصلته إلى غاية إدماجهم في مناصبهم الشاغرة·