هدد، أزيد من 20 ألف أستاذ متعاقد، بالانتحار حرقا بصفة جماعية، وذلك بعدما أغلقت كل الأبواب أمامهم، ورفع وزير التربية الوطنية بو بكر بن بوزيد يده عن ملف الإدماج، إضافة إلى أن رسالة الوزير الموجهة للوظيف العمومي القاضية بإعادة توظيف المتعاقدين الموقوفين سابقا، لم تلق صدى لدى مصالح الوظيف العمومي. خلال الاعتصام الذي نظمه أزيد من 100 أستاذ متعاقد، أول أمس، قدِموا من مختلف ولايات الوطن، أمام مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة، ردد المعتصمون شعارات تطالب برحيل بن بوزيد، وتناشد رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذهم، على غرار ''الأستاذ يريد إسقاط بن بوزيد'' و''يا رئيس أنصفنا''... وأوضحت رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، مريم معروف، في اتصال ل ''الجزائر نيوز'' أنه طالما أن المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية تنصل من المسؤولية ورفع يده عن ملف المتعاقدين، اضطروا إلى التوجه مباشرة إلى المسؤول الأول للبلاد علهم يجدون من ينصفهم هناك، إلا أنهم تفاجأوا بعدم استقبالهم إلا من طرف مدير العرائض، وقد رفض المحتجون التحاور والنقاش معه، لأنهم كانوا على يقين أن رسالتهم لن تصل إلى الرئيس. وأضافت مريم إنهم تفاجأوا عند رفضهم التحاور مع مدير العرائض، برده أن يتجهوا إلى الإعلام من أجل إيصال رسالتهم إلى الرئيس، وقد أكدت المتحدثة ذاتها أن الأمور تفاقمت بعد ذلك، وكادت أن تؤدي إلى أمور خطيرة، خاصة بعد إقدام إحدى الأستاذات القادمة من ولاية مستغانم، على حرق نفسها، لولا تفطن أحد زملائها، كما أوضحت رئيسة المجلس أنه بعد تلك الحادثة تم استقبالهم من طرف مراد ساسي، مستشار برئاسة الجمهورية، الذي وعدهم بإيصال رسالتهم شخصيا إلى رئيس الجمهورية، وحل مشاكلهم في ظرف ثلاثة أسابيع على أكثر تقدير. وفي هذا الإطار، أكدت مريم معروف أن الأستاذة المتعاقدين يمهلون السلطات الوصية فترة إلى غاية انتهاء المدة، وإلا سيتم اللجوء إلى ما لا يحمد عقباه، مهددين بالانتحار الجماعي حرقا، مشيرة إلى أن مطلبهم الوحيد، الذي لن يتنازلوا عنه، هو الإدماج، خاصة وأن مسابقات التوظيف لن تخدمهم نهائيا، كما أكدت مريم أن رسالة بن بوزيد الأخيرة لمدير الوظيف العمومي، والقاضية بإعادة توظيف الأساتذة الذين أوقفوا بعد نتائج مسابقات التوظيف الأخيرة، والمقدر عددهم ب 15 ألف أستاذ، لم تلق صدى، ولم تطبق إلى حد الآن، ولم تؤخذ بعين الاعتبار، مؤكدة أنه تلاعب بمصير هؤلاء.