سجل المركزان الحدوديان أم الطبول والعيون بولاية الطارف عبور أكثر من 5 آلاف جزائري، يومي الجمعة والسبت، إلى تونس بغية قضاء ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة أو اقتناء بعض الحاجيات· وعلى الرغم من التوافد المبكر للعائلات على المركزين لتفادي الازدحام والطوابير الطويلة، فقد لوحظ عدد معتبر من السيارات التي اصطفت في طوابير طويلة على حافتي الطريق ينتظر ركابها دورهم لاستكمال إجراءات عبور الحدود الجزائرية - التونسية· وقال بعض الأشخاص بعين المكان رفقة أولادهم وعائلاتهم إنهم اختاروا تونس ''لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية لتغيير الأجواء''، خلال نهاية الأسبوع والعام، حتى يتسنى كذلك لأطفالهم إنهاء عطلتهم المدرسية الشتوية ''في أجواء بهيجة''· وكانت السلطات التونسية قد قدرت أن تستقطب احتفالات رأس السنة الميلادية حوالي 80 ألف سائح جزائري· ولأن أغلب الجزائريين يفضلون الذهاب إلى تونس برا، فإن الرقم يبدو بعيدا جدا عما كانت تنتظره تونس· بالمقابل شهد المركزان دخول 1500 مسافر أجنبي الجزائر خلال هذين اليومين· في سياق متصل، عرفت ولاية تمنراست حركية كبيرة صنعها التوافد الكبير للسياح من مختلف مناطق الوطن لغرض اكتشاف القدرات السياحية الهائلة التي تشتهر بها هذه المنطقة من الجنوب الكبير، وما تزخر به من مناظر طبيعية متنوعة وساحرة· وتزامن توافد السياح مع احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، بعد أن سخرت جميع الإمكانات اللازمة لاستقبال ضيوف الأهقار، إذ وبمبادرة من لجنة التحضير للموسم السياحي الحالي التي تضم ممثلين عن عدة قطاعات ومؤسسات فاعلة في الميدان السياحي وبالتنسيق مع الوكالات السياحية المحلية، أقيم مخيم كبير لاستقبال هذه الأفواج من السياح الوطنيين· ونصب هذا المخيم في أعالي منطقة ''أفلال'' التي تبعد بنحو 60 كلم شمال شرق مدينة تمنراست· ويحتوي المخيم على ما يقارب 30 خيمة ويستوعب ما يقارب 150 زائرا· كما يتوفر على جميع أنواع الخدمات التي يحتاج إليها السياح ويضمن الرفاهية التامة للضيوف· وقد ساهمت هذه المبادرة في تخفيف الضغط على مخيم ''الأسكرام'' الذي يبعد بنحو 80 كم شمال شرق عاصمة الأهقار والذي تبلغ قدرة استيعابه 300 زائر، ويعرف بدوره في هذه الأثناء إقبالا واسعا، وقد حجزت به كافة مواقعه· وأعرب معظم مسيري الوكالات السياحية بتمنراست عن بالغ ''ارتياحهم'' لهذه المبادرة التي تندرج في إطار جهود ترقية السياحة الداخلية، سيما بعد الإجراءات التحفيزية التي قامت بها شركة الخطوط الجوية الجزائرية من خلال تخفيض ''معتبر'' في أسعار تذاكر السفر في اتجاه مناطق الجنوب الكبير· كما بادر مسيرو مختلف الفنادق بعاصمة الأهقار بدورهم إلى اعتماد تخفيضات ''مغرية'' في أسعار الحجز، حسب عدد من الفاعلين في مجال السياحة بالمنطقة· وتزامنت هذه الحركية غير العادية التي تشهدها عاصمة الأهقار مع تنظيم عدة تظاهرات فنية وثقافية في آن واحد، منها الصالون الوطني للصناعة التقليدية الذي اختتمت فعاليته يوم السبت، إلى جانب تواجد مكثف للشباب بالمنطقة والوافدين من ولايات مختلفة في إطار تبادلات شبانية ورياضية· وقد حولت هذه الفعاليات المتنوعة الأهقار إلى وجهة سياحية مفضلة لأفواج كثيفة من السياح الذين يبحثون عن قضاء أوقات ممتعة تحت سفوح جبال الأسكرام لتوديع السنة الحالية ومشاهدة آخر غروب شمس لسنة 2011 واستقبال أول شروق لها من السنة الميلادية الجديدة 2012.