قررت وزارة السياحة إعادة فتح الخطين السياحيين اللذين يربطان كلا من تمنراست والاسكرام وكذا تمنراست والهقار، وذلك بعد غلق استمر قرابة السنتين، بسبب حادث اختطاف سياح على الحدود مع دولة مالي من قبل جماعات إرهابية، وتشير مصادر من وزارة السياحة إلى أنه تم تأمين المسلكين بشكل خاص باعتبارهما الوجهة المفضلة للسياح الأجانب خاصة في مثل هذه الفترة من السنة، حيث يسجل توافد عدد كبير من الأوربيين خاصة القادمين من ألمانيا وفرنسا وكذا النمسا وإيطاليا لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية. وسيتم فتح المسلكين للسياح المحليين والأجانب ابتداء من الفاتح ديسمبر القادم والذي يتزامن وانطلاق الموسم السياحي الشتوي، حيث تكون فيه الصحراء الجزائرية الكبرى القبلة الأولى والوجهة المفضلة لآلاف السياح، نظرا لمناظرها الطبيعية الخلابة وكذا لمناخها المعتدل خاصة أثناء النهار، علما أنه تم تأمين المسلكين من قبل عناصر الأمن المشتركة الذين أكدوا أن المنطقة أصبحت آمنة. وحسب مصدرنا فقد ساهمت مصالح الأمن المشتركة في إعادة بعث عدد من الوجهات والمسالك السياحية المطلوبة منها مسلكا الاسكرام - تمنراست و الهقار- تمنراست، وذلك بفضل عمليات تمشيط كبيرة مست جميع المسالك والوجهات الرئيسية وساهمت في تأمينها بشكل كبير بالإضافة إلى توفير الحماية الأمنية لقوافل السياح المتوجهين لبعض المناطق الصحراوية المعزولة والتي غالبا ما يرغب السياح في زيارتها. وقد لقي هذا القرار ارتياحا كبيرا لدى وكالات السفر الناشطة بالجنوب الكبير وخاصة بتمنراست التي سجل بها تراجع واسع في عدد السياح بعد أن ساهمت خلال الموسم السياحي لسنة 2009 في الرفع من عدد السياح إلى قرابة المليون سائح أجنبي بفضل مواقعها السياحية وحظيرة التاسلي والاسكرام والهقار التي يقبل عليها السياح الأجانب، وتشير المعطيات الى توقع توافد معتبر للسياح الأوربيين على هذه المواقع خاصة مع تراجع السياحة بدول الجوار بسبب الأوضاع السياسية. وعلى غرار المواسم الماضية سيشهد هذا العام اندماجا كبيرا لشركاء أجانب لا سيما من جانب الفرنسيين خاصة إذا علمنا أن حوالي 33 بالمائة من السياح الأجانب الذين يقصدون الجزائر يأتون من هذا البلد إلى جانب نسب متفاوتة تتقاسمها بلدان كل من ألمانيا والنمسا ...، ولعل من أهم الشركاء الفرنسيين المعول عليهم خلال هذا الموسم مؤسسة نقطة إفريقيا أو''بوان أفريك'' التي اقتحمت الجنوب الجزائري واستثمرت في السياحة به بشكل كبير من خلال برمجة رحلات نحو الصحراء الكبرى، علما أن المؤسسة تعمل ومنذ سنوات على تطوير وترقية مقصد بلدان إفريقيا وخاصة الجزائر التي اكتشفت بها الكرم وحسن الضيافة إلى جانب الأمن والمناظر الخلابة الرائعة والتي تلبي أذواق ومتطلبات السائح الأوربي. وبدخول المسلكين الخدمة من جديد، فإن المراقبين يتوقعون ارتفاعا في عدد السياح الذين سيقصدون الجزائر وجنوبها الكبير خلال هذا الموسم إلى ما يقارب ال800 ألف سائح أجنبي بحسب المختصين الذين أكدوا انه تمت تهيئة كافة الإمكانيات الخاصة باستقبالهم وتأطيرهم، وقد تضافرت جهود العديد من القطاعات العمومية منها والخاصة وكذا كل الجهات الفاعلة التي عملت على تنسيق الجهود لترقية النشاط السياحي من خلال تحسين وسائل النقل ومختلف الخدمات.