تتوجه الأنظار منذ 2 جانفي الجاري إلى الفنان السينغالي يوسو ندور، الذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المنتظرة في 26 فيفري المقبل، ويدخل غمار المنافسة السياسية، حيال عدد من المتسابقين إلى كرسي الرئاسة، على رأسهم الرئيس السابق عبد اللاي وايد· برر المغني الشهير قرار تعاطيه السياسة بشكل مباشر وصريح، باستجابته الضرورية لطلبات محبيه، وقد عبّر عن ذلك عبر أثير إذاعة وتلفزيون اتي·أف.أمب التابعة إليه، قائلا: ''منذ وقت طويل، رجال ونساء عبّروا لي عن ثقتهم. هم يحلمون بسينغال جديد. طالبوا بترشحي بشتى الطرق. وأنا أصغيت لهم، أجبتهم بالموافقة.. وها أنا مرشحب، مؤكدا بكلامه على شعبيته الكبيرة، واعتماده على قدراته في التوغل بين الناس، وإقناعهم ببرنامجه، خاصة وهو صاحب قناتين إذاعية وتلفزيونية . إلتزامات يوسو ندور السياسية ليست وليدة اليوم، فقد أبدى منذ الثمانينيات مواقف صريحة تجاه الوضع الإنساني والعلاقات الدولية الدامية، لهذا فهو مصنف في خانة الفنانين الملتزمين. في ,1985 نشط يوسو حفلا بملعب الصداقة بدكار، لمساندة نيلسن مونديلا، والمطالبة بإطلاق سراحه. كما نظم حفلات كثيرة لصالح المنظمات الإنسانية، أبرزها أمنيستي الدولية، ناهيك عن منصبه كسفير للنوايا الحسنة لصالح منظمة الأممالمتحدة من أجل الغذاء والتنمية، وكذا لليونسيف ومكتب العمل الدولي. قائمة نضاله طويلة، من بينها مساعدته لمنكوبي زلزال الحسيمة بالمملكة المغربية سنة .2004 يتمتع يوسو ندور بدعم كبير من أوساط فرنسية نافذة، فهو عضو اللجنة الشرفية لمؤسسة شيراك، إذ يملك مقعدا إلى جانب الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة سابقا، راجندرا باشوري نوبل للسلام، محمد يونس وريغوبيرتا مانشو، إضافة إلى عبدو ضيوف الأمين العام لمنظمة الفرانكفونية . هو يوسو ندور، اسمه الحقيقي يوسو ماجيغان ندور، ولد في الفاتح أكتوبر 1959 بالعاصمة السينغالية دكار، هو بكر عائلته التي ترعرعت بأحياء المدينةدكار، والده إليمان ندور، ووالدته نداي سوخان مبوت، مسلم العقيدة، وعضو في الطريقة المريدية، باعتبارها أوسع وأشهر الطرق الصوفية المنتشرة في غرب إفريقيا، وهي وليدة الحركة الإصلاحية التي تزعمها الزعيم السينغالي المشهور الشيخ أحمد بمبا البكي. يوسو ندور، مغني، كاتب كلمات وملحن أيضا، يعد من أبرز الأصوات الإفريقية التي ظهرت نجوميتها على أضخم المنصات العالمية، فقد جمعته أعمال مع أشهر الفنانين العالميين على غرار بيتر غابرييل، بول فريدريك سيمون، ماني ديبانغو، و ألان ستيفال. من أشهر أغانيه التي قطعت القارات واستقرت في قلوب الملايين من المعجبين، بما فيهم الجزائريين، أغنية اسبعة ثوانيب التي أداها رفقة المغنية نينا شيري. كما تكفل يوسو بتأليف نشيد كأس العالم لكرة القدم سنة ,1998 بعنوان اساحة العظماءب، غناه مع اليكس ريد. في ,2008 عمل مع الفنان الكونغولي كوفي كولوميدي في الألبوم الموسوم اعلى متن إيزانا كومبوب. كما ألف أغنية الفيلم الكارتوني المشهور اكوريكو والساحرات'' )1998(· وتابعناه في دور اأولوداهب في فيلم اغراس المدهشا في ,2006 علما أنه مثل شخصيته الحقيقية في الفيلم الوثائقي االعودة إلى غوري'' )2007(، حيث تحدث عن الزنوجة ووضعها وتشبعه بموسيقى الجاز والغوسبيل.