دخلت الندرة الحادة التي تشهدها سوق زيوت السيارات الأصلية في الجزائر مرحلة الخطر، بعد أن وجدت فيها مافيا الغش الفرصة لتسويق مواد تشحيم مغشوشة لسد الطلب المتزايد عليها بعد أن توقفت شركة نفطال عن عرض منتجاتها بالكمية المطلوبة منذ شهر سبتمبر من العام الماضي لأسباب لا تزال مجهولة، بالرغم من أن المنتوج متوفر على مستوى المخازن الخاصة بها· هذه الوضعية دفعت ببارونات التجارة الموازية والمواد المقلدة إلى فرض منطقهم لاحتواء الوضع من خلال عرض زيت مغشوش لا يستوفي المعايير ويشكل خطرا على محركات السيارات كبديل لم يجد المواطن سواه لتشحيم محرك سيارته بأسعار تتراوح بين 300 و350 دينارا للتر الواحد بالنسبة للزيت المعبأ في العبوات الكبيرة ذات سعة 200 لتر وبين 500 و 600 دينار للعبوات المغلقة ذات سعة 2 و 3 لتر، المنتجات التي لم يكن يتجاوز سعر الأصلية منها في وقت سابق 150 دينارا بالنسبة للأولى و280 دينارا بالنسبة للثانية· وأمام تفشي ظاهرة الزيت المقلد وشكاوى المواطنين العديدة، سخرت مصالح الأمن أعوانها لتتبع مصدر هذه المنتجات العملية التي مكنت من استرجاع كميات كبيرة منها خاصة على مستوى الجهة الشرقية وبالضبط بمدينة عين مليلة التي تم بها مؤخرا تفكيك شبكة مختصة في إنتاج وتسويق زيت مغشوش كان يصنع داخل ورشات تتوفر على جميع المعدات التي يتطلبها صنع الزيت باستعمال مواد أولية يتم استيرادها من دول أجنبية عربية وغربية وتدخل إلى الجزائر مرورا بتونس، وذلك حسب ما ذكرته مصادر على صلة بالقضية ل ''الجزائر نيوز''، والتي أضافت بأن الزيت المغشوش الذي تم استرجاعه كان معبأ داخل عبوات شبيهة تماما بتلك التي توضع بها منتجات نفطال حيث لا يمكن التفريق بينها وبين الأصلية إلا من قبل أهل الاختصاص، شأنها في ذلك شأن بعض الماركات العالمية التي أصبحت تقلد هي الأخرى ويتم طرحها في الأسواق على أنها أصلية ويصل سعر البعض منها على غرار توتال إلى 4 آلاف دينار لعبوة 5 لترات· وأضافت نفس المصادر في ذات السياق بأن التحقيقات التي قامت بها المصالح الأمنية مع بعض الموقوفين مكنت من التعرف على الورشة التي تصنع بها الدلاء والملصقات التي توضع عليها والتي لا تختلف هي الأخرى عن الأصلية، حيث لا يمكن التفريق بينهما حتى من قبل أصحاب المحطات الذين يشترونها على أنها أصلية وتباع للمواطن على هذا الأساس بالرغم من أنها مقلدة ولها عواقب وخيمة على محركات السيارات، بل وتسبب في كثير من المرات في هلاكها بصفة كلية بل وتتسبب في حوادث مرور مميتة· بين 5 و10 آلاف لتر من زيوت نفطال ومواد التشحيم تهرب يوميا نحو تونس مصادر ''الجزائر نيوز'' وفي ذات السياق أضافت بأنه وبالإضافة للكميات الكبيرة التي تم حجزها داخل ورشات صنع الزيت المغشوش ومواد التشحيم بالجهة الشرقية، أظهرت استراتيجية المراقبة والمتابعة التي تطبقها على مستوى الحدود للحد من ظاهرة التهريب، أن ندرة المواد السالفة الذكر ليس السبب فيها ندرة الإنتاج فقط، بل للأمر علاقة كذلك بالتهريب، حيث تشير المعطيات الخاصة بشهر ديسمبر من السنة الماضية، حسب ذات المصادر، إلى أن كمية الزيت الأصلي لعلامة نفطال الذي تم حجزه تقدر بأزيد من 10 آلاف لتر كانت في طريقها نحو الجارة تونس التي تسوق فيها بأسعار تفوق تلك التي يباع فيها بالجزائر بثلاثة أضعاف، وكذلك الحال بالنسبة لمختلف مواد التشحيم، مضيفة ذات المصادر بأن كمية المحجوزات لا تعكس سوى ما يمثل 10 و 20 % فقط من تلك التي تصل إلى وجهتها شأنها في ذلك شأن المواد الطاقوية من بنزين ومازوت، الظاهرة التي زادت حدتها بشكل أكبر مؤخرا، حسب نفس المصدر، بعد فرض السلطات الجزائرية رخصة على الناقلين الأجانب كي يستطيعوا الدخول إلى التراب الوطني لتموين مركباتهم بما تحتاجه من مواد طاقوية·