أدت ندرة زيوت نفطال التي تعرف أزمة حادة في الوفرة والتوزيع إلى انتشار واسع لزيوت السيارات المغشوشة التي يروجها تجار الموت، سواء تلك التي يتم استيرادها من الخارج أو المحضرة في مصانع سرية تقوم باسترجاع الزيوت المحروقة من محطات تنظيف السيارات ليتم فيما بعد خلطها بالمازوت. وحسب ما علم من مصادر ذات خبرة في هذا المجال، فإن هذه الزيوت المغشوشة تحمل عدة تسميات لماركات عالمية ومحلية ك''نفطال'' تباع بأسعار رخيصة وهي معبأة في قارورات بلاستيكية جميلة وأنيقة ومختلفة الأحجام، لا تقل خطورة عن مواد القتل الأخرى، وقد تودي بحياة أسر بكاملها في حادث يبدو ظاهريا حادث سير عادي لكن حقيقة الأمر غير ذلك، فأصحاب السيارات -حسب المصدر- الذين يستعملون هذه الزيوت المغشوشة، قد يدفعون أرواحهم وأرواح من معهم ثمنا لاستعمال هذه المادة التي تتسبب في تعطل محرك السيارة. ويمكن معرفة هذه الزيوت حسب -المصدر- من خلال السير عشرات الكيلومترات بالمركبة، حيث تحترق الزيت وتنقص كميتها في المحرك بعد تبخرها نتيجة خلطه بالماء والمازوت، مقارنة بزيوت ''نفطال'' مثلا التي تبقى صافية ولا تنقص كميتها. وللوقوف على هذه الظاهرة سألنا بعض الميكانيكيين الذين أكد أغلبهم أن هذه الزيوت المغشوشة والمتداولة في السوق بشكل كبير، يمكن معرفتها من خلال الدخان الكثيف المنبعث من عوادم السيارات واضطراب حركة المحرك نتيجة قلة الزيت داخل المحرك الذي يحتاج إلى كمية معينة أثناء سير السيارة، ما يؤدي حسبهم إلى حوادث مرور في الطرقات عادة ما تكون خطيرة جدا وتتسبب في قتل الأبرياء. وصب هؤلاء جام غضبهم على مروجي هذه السلع المغشوشة، الذين يتاجرون بأرواح الأبرياء وأصبح همهم الوحيد الكسب السريع ببضاعة تالفة تجلب الموت لمقتنيها. وما زاد من انتشار هذه الزيوت المغشوشة حسب سيد علي الميكانيكي تواطؤ بعض أصحاب المحلات الذي يسوقون هذه المادة بالرغم من معرفتهم المسبقة بعدم صلاحيتها. وشدد أغلب الذين التقتهم ''المساء'' على ضرورة حماية المستهلك في ظل هذا الانتشار الواسع للزيوت المغشوشة، ومحاسبة تجار الموت الذين استغلوا ندرة زيوت ''نفطال'' وجهل المواطن بنوعية المنتوج. من جهة أخرى، حاولنا الاتصال بشركة نفطال لمعرفة أسباب ندرة زيوت السيارات إلا أن كل هواتف المديرية العامة لا ترد، علما أنها اكتفت بنقل ما تقوله الصحف الوطنية حول ندرة الزيوت على موقعها الالكتروني دون تقديم توضيحات أو تفسيرات بخصوص هذه الندرة. من جهتهم، أكد بعض مسؤولي محطات التوزيع التابعة لشركة ''نفطال''، أن الأمر يتعلق بعمليات الصيانة التي تخضع لها مصانع التكرير دوريا في كل من سكيكدة والعاصمة وأرزيو، وهو ما أثر على كمية الإنتاج في ظل الطلب المتزايد من طرف المواطنين خاصة في موسم الصيف حيث يرتفع الاستهلاك.