يقلل رئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، من أهمية النقاش الذي يتناول احتمال صعود الإسلاميين إلى الحكم بعد عشرين سنة من إلغاء المسار الانتخابي عندما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالدور الأول لتشريعيات 1992، ويتهم السلطة بمحاولة الترويج لنقاش مزيف· بعد 20 سنة من إيقاف المسار الانتخابي، هل ترى أن القرار كان صائبا، واحتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة ما يزال مطروحا؟ هل تعتقد أن الشغل الشاغل للمواطنين هو وصول الإسلاميين إلى السلطة من عدمه؟ المشاكل التي تهم المواطنين في الوقت الحالي هي الوضع الذي يعيشونه الآن، أعتقد أن الحديث عن وصول الإسلاميين من عدمه هو نقاش مزيف تحاول السلطة الترويج له مثلما فعل العقيد معمر القذافي في ليبيا عندما قال: إما أنا أو القاعدة· هذه الأطروحة خاطئة تماما، وأنا شغلي الشاغل هو المعيشة اليومية للمواطن البسيط في ظل مخاوف حقيقية من وصول البلاد إلى حالة الانهيار· تتهم النظام بالترويج لنقاش مزيف، وتقول إن البلاد مهددة بالانهيار، كيف ترد على الذين يقولون بأن الانهيار بدأ مع إيقاف المسار الانتخابي وما تبعه وكنتم ساعتها على رأس الحكومة؟ هل يمكن أن تقول هذا للشعب ويصدقك أحد؟ خطر الانهيار الذي أتكلم عنه له أسباب كثيرة، المتسبب فيها هذا النظام القائم منذ عشرين سنة الذي لم يعد صالحا، هذا هو النقاش الحقيقي الذي يجب أن نفتحه لا النقاش المزيف الذي يحاول النظام فرضه ويبتعد عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الناس· كيف تتهم النظام وأنت الذي كنت جزء منه؟ قلت هذا الكلام وأنا رئيس الحكومة، ألا تذكر أني صرحت بعد الدور الأول للانتخابات التشريعية في نهاية 1991 أن رسالة الانتخاب هي أن الشعب رفض بشكل قاطع النظام، وأن الذين صوّتوا بتلك الطريقة إنما أرادوا تغيير النظام الذي لم يعد صالحا·