يرى الهاشمي سحنوني، أحد القادة المؤسسين للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، 20 سنة بعد وقف المسار الانتخابي في 11 جانفي 92 الذي فاز به الإنقاذيون، أن ''على السياسيين وأصحاب القرار الذين يستأنسون بعدم تكرار سيناريو الفوز الكاسح للإسلاميين في الانتخابات القادمة، أن يفتحوا المجال بحرية أمام هؤلاء من أجل مشاركة متكافئة، حتى يعلموا يقينا، أي مصير ستلقاه تكهناتهم''، مضيفا إنه تلقى أخبارا مؤكدة ''عن موافقة قادة الأحزاب السياسية الإسلامية لتوحيد الصفوف لتحقيق فوز كاسح في الاستحقاقات القادمة بمن في ذلك جاب الله ومناصرة وسلطاني''. 20 سنة بعد وقف المسار الانتخابي، أية نكهة سياسية تعود للهاشمي سحنوني من خلال هذه الذكرى؟ الواقع يجيب بوضوح على هذا السؤال. فمنذ مصادرة قرار الشعب، والجزائر تعرف تقهقرا. فمنذ عشرين سنة لم نشهد ما يدخل الفرحة على الجزائريين أو ما يستبشر به الشعب خيرا. كل المعطيات تدل على أن وقف المسار الانتخابي أو بالأحرى إلغاء إرادة الشعب، كانت السبب المباشر في تدني نسب المشاركة الانتخابية للشعب في كل المواعيد الانتخابية التي تلت ذلك الاستحقاق التاريخي، ولم تفلح السلطات في رفع نسب المشاركة الضئيلة. مقابل ذلك عرفت الجزائر تدهورا أخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا رهيبا، مع كل ما صاحب المشهد من غلق سياسي، إلى درجة أصبحنا نخشى على بلدنا مما أصاب أوطانا عربية. فمن المخيف أن تسجل الجزائر 10 آلاف احتجاج اجتماعي سنويا، إنه دليل على فشل حكومي وبرلماني. البعض يتحدث عن ''خذلان إسلامي'' والبعض الآخر عن إمكانية عودة كاسحة للإسلاميين في الاستحقاقات القادمة، هل هذا ممكن، في اعتقادكم اليوم، بعد 20 سنة عما حققته الجبهة المحلة؟ هذا ممكن بشرط واحد أن يجتمع شمل الإسلاميين ويتوحدوا ضمن قوائم انتخابية. وهذه فقط وسيلة أو أسلوب، ولكن هناك طرق عديدة للوحدة لا تهم أية منها بل يهم أن تؤدي إلى الوحدة، وعندها فقط يمكن لهم أن يفوزوا فوزا كاسحا، وسيرى أويحيى أو خليدة تومي اللذين تنبآ بخسارة الإسلاميين أو عدم قدرتهم على إحراز نتائج إيجابية، أي مصير ستلقاه تكهناتهم، في حال فتح الباب أمام الجميع بشكل متكافئ. إن تصريحات الذين يتحدثون عن خسارة للإسلاميين إنما ينم عن خشية من الحقيقة. أنتم تتحدثون عن لمّ شمل، ولكن في الواقع يتعامل سلطاني مع مناصرة وجاب الله مع النهضة والإصلاح كخصوم، عن أي شمل تتحدثون يا شيخ؟ سبق وأن وجهنا نداءنا للقادة الإسلاميين، وتكللت اتصالاتنا بهم بالموافقة الجامعة على ضرورة الوحدة من خلال ملتقى أو ندوة تجمع كافة الأطياف لدراسة الوضع والبحث عن دخول الانتخابات بشكل موحد. نتائج الاتصالات كانت إيجابية وتحمل أملا كبيرا، وبالتالي ما حاجتنا لحزب جديد، أو للفيس في حال الوحدة؟ لأنه في النهاية، الإسلام والشعب هما الفائزان في حال تحققت الوحدة، ولهم أن يروا بأنفسهم ما إذا كان سيناريو الجبهة في 91 سيتكرر أم لا، إذا أتاحوا الفرصة. لكن هل ممكن الوحدة في حال سواد منطق التخاصم؟ بشرط واحد أيضا، أن يضع كل طرف خصومته جانبا من أجل رفع التحدي، لأنه ببساطة سيخسر مناصرة وسلطاني وجاب الله كل شيء إذا لم يتوحدوا، وسيربحون كل شيء في حال العكس، وبالتالي أيهما أفضل لهم؟ في اعتقادي أن روح الوحدة والإرادة والقناعة موجودة عند قادة الأحزاب السياسية الإسلامية، فمثلما وجدناها عند جاب الله وجدناها عند مناصرة، بل جاب الله أكد لنا أنه كان أول من دعا إلى الوحدة، أما أبو جرة سلطاني فلم أتحدث إليه شخصيا إلا أن إخواننا أكدوا لي موافقته على توحيد الصفوف.