قال حماري بعد تفكير عميق إنه أخطأ طريقه في الحياة وكان بإمكانه أن يصبح شخصية مهمة لو أنه دخل حلبة التهريج السياسي وعمل فيها مع باقي المهرجين··· قلت له ضاحكا··· ولماذا اخترت حقل السياسة بالذات حتى تنجح وأنت دائما تنتقد العاملين فيه وتصفهم بالضعف والفشل؟ نهق بشدة وقال··· هذه نظرتي أنا ولكن غيري يرى فيهم النجاح المنقطع النظير··· هل رأيت وزيرا أقيل من الحكومة على الرغم من الفضائح التي تهز بعض القطاعات من حين لآخر؟ وهل سمعت أن واليا أو رئيس بلدية عوقب لأنه أخلّ بالمهام المنوطة به؟ قلت··· نعم رأيت والسجون تملأ مثل هؤلاء··· نهق مرة أخرى نهيقا مخيفا وقال··· السجون التي تتكلم عنها خلقت للضعفاء مثلي ومثلك ولكن الأقوياء مثل الخليفة الذي يبقى لغزا كبيرا ما يزال رغم الفضيحة المدوية التي عصفت بإمبراطوريته، ورغم تبديد المال العام الذي هو مالي ومالك ما زال لم يوضع بين أيدي العدالة··· هل فهت؟ قلت ساخرا··· هذا كله جعلك تتأسف أنك لم تدخل السياسة؟ قال··· مادامت نظرية االهواةب التي اعتمدها وزير الداخلية سارية المفعول لماذا لا أستفيد من الوضع وأصبح مثل غيري هاوي سياسية؟ ضحكت حتى طار الدمع من عيني وقلت له··· سامحك الله أيها الحمار اللعين تطمع حتى في أخطاء غيرك··· الرجل قال كلاما وفقط لماذا تجعل من الحبة قبة؟ قال ناهقا··· وزير الداخلية الأسبق قال أيضا أخطأ في تقدير الشاب قرماح مسينيسا، ووصفه بوصف لا يليق وقال الجميع إن كلامه كان خطأ واليوم وزير الداخلية الجديد يصف المختطفين بالهواة··· هل يعقل؟ قلت··· لا يعقل ولكن لو كنت في مكانك لما تشجعت أن أدخل هذا الحقل حتى لا أصير هاوي مشاكل··· قهقه عاليا وقال··· أنا أمارس السياسة أحسن منهم ومن مكاني وتحليلاتي أنا الحمار أصوب من تحليل هؤلاء الهواة·