على غير عادته لبس حماري بدلته الوحيدة ووضع ربطة عنقه البرتقالية ورشَّ جثته بالعطور الفواحة·· قلت له·· ''غير الخير رايح تخطب'' أيها الحمار؟ قال ناهقا·· لا كل ما في الأمر أني أريد أن أتغيّر·· الجميع يتحدث عن التغيير وأنا لم أجد من وسيلة سوى تغيير مظهري حتى أدخل في خانة المتغيرين·· ضحكت من كلامه وقلت·· العالم كله وقف ولم يقعد وأنت نزعت ثوبا وارتديت آخر وتدعي التغيير؟ قال·· يا صاحبي كل يغير بطريقته·· أنا هذه طريقتي·· كوستيمة وكرافاطة·· قلت·· لماذا لم تتركهم حتى يحين أي موعد هام مثل الانتخابات أو الزواج أو حتى موت شخص مهمّ·· قال·· ''ضربت في راسي'' أريد أن أحدث انقلابا مثل كل الغاشي·· قلت·· الانقلابات الحقيقية هي حل البرلمان ومعه كل المؤسسات العقيمة وتفعيل الساحة السياسية بنشطاء حقيقيين يعرفون ما يريدون فعله وليس مجرد خانة·· قال·· هذا الكلام وجهه لأصحاب الحل والربط، أما أنا فالتغيير عندي يبدأ وينتهي في كوستيمة وكرافاطة·· قلت·· الغريب يا حماري أن كل الفاعلين يكونون بسطاء وما أن ''يتمسألون'' حتى يفعلون ما تفعل·· تراك موعود بمنصب ما وتخفي الأمر عني···؟ نهق حماري نهيقا غريبا وقال·· يا ريت ذلك وسوف ترى بعدها التغيير على حقيقته·· سأحل كل ما هو مربوط وكل ما هو قابل للحل·· قلت·· ''رايح تخليها''؟؟ قال·· هكذا يبدأ التغيير والمؤمن يبدأ بنفسه··