''الموت تحوم بحولي، الثلوج تريد قتل حلمي في العيش، أعاني في صمت وأنتظر الموت البطيء، سكان القرية يحملونني على أكتافهم من أجل نقلي إلى المستشفى···''، هذه بعض العبارات التي رددها المواطن أحمد البالغ من العمر 42 سنة، ينحدر من منطقة إبودراران بآث يني، مصاب بمرض القصور الكلوي، ومجبر على القيام بتصفية الدم كل يومين، لكن الثلوج التي تساقطت في المنطقة والتي وصل سمكها إلى مترين حرمته من التنقل إلى مستشفى محمد نذير لتصفية الكلى بسبب غلق الطريق الوطني رقم .30 وفي هذا الصدد يقول ''أنا مجبر على التنقل إلى مصلحة تصفية الدم كل 48 ساعة، لكن غلق الطريق دفعني للبقاء دون علاج لأربعة أيام''، وأضاف ''قطعت الأمل في العيش ورأيت الموت بعيني يحوم أمامي، لكن الحمد لله سكان القرية نقلوني على أكتافهم على بعد 15 كلم مشيا على الأقدام وتم تحويلي إلى المستشفى وأجريت التحاليل وتصفية الدم''، وأردف قائلا ''الطبيب الذي يعالجني أكد لي أنه لو لم يصل إلى المستشفى قبل ثلاثة ساعات لكان توفي''· واعترف ذات المريض في اتصال هاتفي أنه يعاني في كل فصل شتاء مع تساقط الثلوج من هذا المشكل طيلة 7 سنوات ''ليس لدي إمكانيات للرحيل من المنطقة مثلما فعله معظم المرضى، فأنا فقير وعاجز عن العمل وأنا أعاني منذ 7 سنوات''· وبنبرة الشخص المحب للحياة والتوق لعيش أطول مدة ممكنة، يقول أحمد ''أعرف جيدا أني سأموت قريبا، لكن ذهنيا تحديت هذه الحقيقة وليس بيدي حيلة، لكن حلمي الوحيد في الحياة هو العيش مدة أطول للبقاء مع أبنائي وأراهم يكبرون''، ويضيف ''أطلب من السلطات المعنية الاهتمام بفئة المرضى القاطنين في مناطق متضررة من الثلوج على الأقل تجنبا للموت الذي من الممكن أن يكون بسبب الطبيعة القاسية وليس لأسباب صحية''، واختتم المتحدث كلامه بعبارة ''نعيش جحيم المرض، ونواجه قساوة الطبيعة، ونتكبد تهميش المسؤولين'' قبل أن يتساءل ''هل حياتنا أصبحت في يد المسؤولين ومرهونة بمدى الاهتمام بفئة المرضى في الحالات الاستثنائية؟''·