أرجعت أستاذة مساعدة للمستشفيات متخصصة في أمراض الكلى، الدكتورة بوقادوم، في تصريح ل”الفجر”، سبب تزايد عدد مرضى الكلى الذين هم مجبرون على القيام بجلسات تصفية الدم، إلى سببين، الأول يتعلق بالطبيب المعالج سواء كان طبيبا عاما أو مختصا في مرض القلب أو السكري أو الطب الداخلي المختصون في أمراض الكلى يوجّهون المرضى إلى مختصي المسالك البولية بدل معاينتهم الذي يكتشف أن مريضه يعاني من مشكل في الكلى ولا يقوم بتوجيهه إلى المختص في هذا المرض. وتضيف المتحدثة أن السبب الثاني يتعلق بطبيب الكلى نفسه، حيث قالت إن الأطباء المختصين في أمراض الكلى لا يتواجدون إلا في مراكز تصفية الدم، وأغلبهم لا يتفرغون لإجراء الفحوصات للمرضى بحكم انشغالهم، في الوقت الذي يتم فيه توجيه المصابين بالقصور الكلوي إلى مختصين في المسالك البولية..! وأشارت الدكتورة بوقادوم إلى أنها المختصة الوحيدة على مستوى العاصمة التي تقوم بفحوصات للمصابين بأمراض الكلى، ودخلت هذا الباب نظرا لعدم وجود أطباء مختصين في الكلى يقومون بالفحوصات، وحصرت تواجدهم في مراكز تصفية الدم:”ففي بلادنا يتمّ توجيه مريض الكلى عند مختص المسالك البولية”. وفي سياق ذي صلة، قالت المتحدثة إن تفرغ طبيب الكلى لإجراء الفحوصات ومعالجة مشاكل الكلى، منها حصى الكلى ووجود البروتين في البول ووجود خلل في وظائف الكلى، من شأنه أن يعالج المريض ويبعده إلى مراحل متقدمة من المرض تدفعه إلى الخضوع لتصفية الدم، وهي المرحلة التي لا أمل في الشفاء، منها لأن عملية تصفية الدم ما هي إلا علاج مؤقت قد يدوم أكثر من 15 سنة.. ليبقى الخيار الوحيد هو زرع الكلية.
وفي هذه النقطة، أشارت المختصة إلى أن المجتمع الجزائري ليس لديه ثقافة التبرع بالأعضاء، حتى بالنسبة لأفراد العائلة الواحدة، مضيفة “لا بد من تشجيع التبرع بالأعضاء مادام لا يشكل خطرا على صحة المتبرع”، مرجعة سبب عزوف الناس عن التبرع بأعضائهم إلى خوفهم من العيش بكلية واحدة، وهو أمر تجاوزه الزمن والدراسات العلمية، والتجارب أثبتت إمكانية قيام كلية واحدة بوظيفتها كما يجب. وتضيف الطبيبة “لماذا لا ننشئ سجّلا للمتبرّعين بالأعضاء، أعني الكلى والعيون؟ ولماذا لا نلحق بالدول المجاورة التي تجاوزتنا في هذا المجال؟”. وكشفت ذات المختصة أن المريض في حالة الإنعاش أو الغيبوبة المطولة هو أحسن المتبرّعين، حيث تكون أعضاؤه حية. وأشارت بوقادوم التي اشتغلت أستاذة مساعدة لمستشفيات الجزائر، إلى أن تزايد الفوضى في تسيير القطاع وعدم وجود رقابة واتخاذ المهنة كمصدر للربح السريع مع غياب الضمير المهني، وراء تزايد عدد مرضى القصور الكلوي. وفي غياب هذا كله، أكدت المتحدثة على ضرورة إجراء التحاليل الطبية.. ففي حال وجود أي مشكل على الطبيب العام توجيه مريضه إلى المختص في الكلى. وقالت المختصة بأن نسبة 35 إلى 45 بالمائة من المصابين بمرض السكري يصابون بمرض الكلى، بينما هناك أمراض يمكن أن تسبب مرض الكلى، والعكس صحيح في حالة مرضى ضغط الدم الذي يمكن أن يصابوا بمرض الكلى.