لا يزال مشكل الندرة الكبيرة في قارورات غاز البوتان يطرح نفسه بحدة بولاية بومرداس، وأدى إلى نشوب مناوشات بين المواطنين واستغلال الفرصة من طرف البعض الآخر للاعتداء وسرقة قارورات البوتان· أصبح الشغل الشاغل لمواطني الولاية الظفر بقارورة غاز البوتان التي تجاوز سعرها لدى المضاربين 1500 دج، رغم أن السعر الحقيقي لها في محطات البنزين التابعة لنفطال 200 دج· وتزايد الطلب على هذه المادة من طرف مربي الدجاج وحتى المواطنين الذين يملكون غاز المدينة لتخوفهم من انقطاعه واستمرار الوضع الجوي على ما هو عليه· وقال عدد من المواطنين بمحطة البنزين لبرج منايل، الناصرية، بومرداس وبودواو··· وغيرها من المحطات، إنهم يتوافدون على محطات نفطال في الساعات المبكرة من الصباح، التي تكون ما بين الثالثة صباحا إلى الرابعة صباحا للظفر بالمراتب الأولى من الطوابير وضمان التزود بغاز البوتان، وأضاف محدثونا إنه في أغلب الأحيان يعودون خائبين لعدم وصول شاحنات نقل قارورات غاز البوتان، وأكد العديد منهم أنهم يقضون ليلهم في الطوابير ليكونوا الأوائل في اليوم الموالي، مؤكدين أنه مع وصول شاحنة نفطال محمّلة بقارورات غاز البوتان تحدث مناوشات كبيرة بين المواطنين وتخوفهم من نفاد الكمية والعودة دونها إلى منازلهم، لدرجة يتطلب تدخل الجهات الأمنية -حسب محدثينا- الذين قالوا إن أشخاصا آخرون من ذوي النفوذ يتزوّدون بهذه المادة الحيوية بمجرد وصول شاحنات نفطال، الأمر الذي أجج نار الغضب فيهم· وقال في السياق ذاته أحد المواطنين كان بمحطة البنزين لبومرداس، إن شابا في الأربعينات من عمره كان بالمحطة منذ الخامسة صباحا وبقدوم الشاحنة تفاجأ بعدد من ذوي النفوذ يتزوّدون بهذه المادة أمام أعين الطوابير الكبيرة للمواطنين، مما جعله يهدد بالانتحار في حال عدم الكف عن هذه التصرفات، على حد قول محدثنا· من جهتهم، أكد بعض عمال مؤسسة نفطال أن العديد من اللصوص يستغلون فرصة الفوضى التي تعرفها المحطة أثناء توزيع قارورات غاز البوتان للسطو على المواطنين وحتى سرقة قارورات غاز البوتان التي يدفع ثمنها العامل المداوم في تلك الفترة، كما تعرّضت محطة البنزين لأولاد هداج إلى عملية سرقة من طرف عصابة ملثمة تمكنت مصالح الدرك الوطني من إيقافها، مستغلة الطوابير التي تعج بالمواطنين للسطو على المواطنين الذين همّهم الوحيد الحصول على قارورة غاز بوتان.