عاش سكان قرى البلديات الشرقية لولاية بومرداس نهاية الأسبوع، ظروفا مزرية للغاية في رحلة البحث عن قارورة الغاز، بغرض الاستعمال اليومي في الطبخ والتدفئة، نظرا لسوء الأحوال الجوية والبرودة الشديدة التي شهدتها المنطقة، مع انخفاض كبير لدرجة الحرارة. ولم يتعد مقياسها العشر درجات، وهي مظاهر تتكرر مع بداية كل فصل الشتاء. وأبدى المواطنون تذمرهم وسخطهم من غياب هذه المادة الحيوية، وتذبذب عملية التموين والمضاربة في الأسعار، بسبب عجز محطة التوزيع على مستوى بلدية برج منايل من الوفاء بالتزاماتها في هذا الجانب. كشف مصدر مطلع ل«لشعب» أن السبب الحقيقي لنقص مادة غاز البوتان، لا يكمن في عجز التموين اليومي الذي يزود المحطة الجهوية من محطة التعبئة بالخروبة التابعة لمؤسسة نفطال، والدليل أن الشاحنات المحملة بقارورات غاز البوتان القادمة من العاصمة كثيرة العدد، وتتوقف في طوابير من السادسة صباحا حتى المساء في انتظار عملية تفريغ الحمولة. ويشرع في توزيعها بعد ذلك على شاحنات تابعة للشركة، إلى مختلف المحطات الفرعية على مستوى مراكز توزيع البنزين، وجزء آخر يقوم بشحنه الخواص، ليوزع بالقرى المعزولة والمناطق النائية التي لا تصل إليها شاحنات نفطال. المشكل الحقيقي حسب مصدرنا يتعلق بطريقة التسيير البدائية التي تتواجد عليها هذه المحطة، نظرا لغياب الوسائل الضرورية للعمل خاصة منها الرافعات، التي تساعد على الأداء السريع للعمل وهذا بتفريع الشحنات القادمة لتحمل إلى شاحنات التوزيع. والأدهى من كل ذلك يضيف مصدرنا الموثوق أن المحطة لم تعد تملك إلا رافعة واحدة قديمة مهترئة، تقوم بكل المهام من شحن وتفريغ مما يعرضها باستمرار للإعطاب، وبالتالي يتوقف النشاط أو اللجوء إلى الشحن اليدوي. وهي عملية يتولاها بالخصوص أصحاب الشاحنات الخاصة، المضطرين إلى نقل غاز البوتان إلى المواطنين ومربي الدواجن، الذين يستهلكون كميات إضافية خلال هذه الفترة. وهنا يطرح أكثر من تساؤل، حول هذه الوضعية المتردية التي يدفع ثمنها المواطن ومن المسؤول عن تدني مستوى الخدمات، لدى هذه الشركة الكبيرة بهياكلها واستثماراتها في زمن العولمة واقتصاد السوق التنافسي. ويمكن الإشارة، إلى أن ولاية بومرداس كانت مبرمجة للاستفادة من مشروع لانجاز محطة للتعبئة وبالضبط ببلدية برج منايل، من اجل وضع حد للتبعية المباشرة إلى محطة الخروبة بالعاصمة، والمشاكل اليومية التي تحدث لشاحنات النقل مع أزمة التنقل والازدحام المرير على الخط الرابط بين ولاية تيزي وزو والعاصمة، إلا أن لا شيء في الأفق يوحي بتجسيد هذا المشروع على ارض الواقع، لوضع حد لمعاناة المواطنين في القرى المعزولة، مع ندرة قارورة غاز البوتان في أعز فصل الشتاء. إنها إشكالية قائمة بعدما تنصلت أيضا السلطات المحلية والولائية من مسؤولياتها، في توسيع شبكة غاز المدينة لهذه المناطق كبقية الولايات الأخرى، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن ولاية بومرداس بموقعها الاستراتيجي الهام، تأتي في المراتب الأخيرة من حيث نسبة التغطية التي لا تتعدى 34 بالمائة، حسب أرقام مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز وهي نسبة بعيدة كل البعد عن النسبة الوطنية. ز/ كمال