دخلت ولاية تيزي وزو أسبوعها الثاني من العزلة التي فرضتها الثلوج، ولا تزال العشرات من القرى محاصرة ومحرومة من المواد الغذائية والغاز والدواء· أمام صمت السلطات العليا بالبلاد حيال الوضعية ''الكارثية والمأسوية''، قرر السكان المناطق غير المتضررة بتيزي وزو، والأقل تضررا والعديد من الولايات تنظيم حملة تضامن لمساعدة المناطق المنكوبة بمرتفعات تيزي وزو، بجمع المال والمواد الغذائية والأغطية الشتوية وغيرها من المستلزمات· تحت شعار ''اليد في اليد لمساعدة إخواننا المتضررين بالثلوج'' بادر العديد المواطنين إلى حملات تضامنية لجمع المواد الغذائية والأغطية الشتوية والأموال، وغيرها من المستلزمات لتحويلها إلى البلديات والقرى التي تضررت بالثلوج، خصوصا وأن مصالح الأرصاد الجوية أعلنت عن موجة ثلج أخرى ابتدءا من يوم غد الأحد، ستمس عدة مناطق من الوسط، لاسيما منطقة القبائل· يحدث هذا في وقت وجه والي ولاية تيزي وزو عبد القادر بوازغي نداء استغاثة لوزير الداخلية دحو ولد قابلية ووزير الأشغال العمومية عمار غول يطالبهم بالتدخل، بعدما وقف على حجم الأضرار الناجمة عن الثلوج بتيزي وزو· سكان تيزي وزو يتضامنون فيما بينهم ويصفعون السلطات وانطلقت حملة التضامن على الموقع الاجتماعي الفايسبوك، في صفحات مخصصة لمنطقة القبائل، قبل أن تتجسد في الميدان، حيث تشهد العديد من الأحياء بمدن تيزي وزو التي لم تتضرر بالثلوج جمع الهبات من مواد غذائية من دقيق وخبز وعجائن وخضر وفواكه وألبسة وأغطية شتوية وأموال، وغيرها من الضروريات التي يحتاج إليها المنكوبون· ويتم في البداية تحويلها إلى مكاتب الجمعيات ومراكز الشباب والمساجد، قبل نقلها إلى المناطق المتضررة· وقد سجل وصول أولى قافلات التضامن إلى بلدية عين الحمام ومونت العديد من العائلات· ويتواصل جمع الهبات إلى حد كتابة هذه الأسطر بتنظيم محكم· وقد سجلنا توافد المئات من المواطنين إلى مسجد أرزقي شرفاوي بمدينة تيزي وزو، حاملين معهم مواد غذائية وألبسة وأغطية شتوية بكل أنواعها وملودات كهربائية، وهي العملية التي لقيت استحسان المواطنين، وينتظر أن تحول اليوم إلى عدة مناطق متضررة لا تزال الثلوج تتساقط فيها على غرار عين الحمام، إفرحونان، إليلتان، بوزقان، إمسوحال، إيعكوران، آث زيكي·· وغيرها· كما توافد عدد هائل من المواطنين إلى حي لي كادي لتقديم هباتهم، بعدما قامت مجموعة من شباب الحي بتنظيم حملة تضامن مع إخوانهم المتضررين· في السياق ذاته، أفادت مصادر محلية متفرقة، أن العديد من لجان القرى بالجهات الأربعة للولاية قد قاموا بنفس العملية، حيث يجمعون كل ما له علاقة بمساعدة المتضررين من غذاء ولباس·· وتحويلها إلى البلديات المعنية· هذا وقام تجار ولاية تيزي وزو ورجال الأعمال والأثرياء بجمع هبات كبيرة وتحويلها إلى المناطق القرى والبلديات المعنية· ووصف العديد من المواطنين هذه الحملات الإنسانية بصفعة حقيقية قدمها سكان تيزي وزو للمسؤولين، لاسيما السلطات العليا بالبلاد التي تلتزم السكوت· عدة ولايات تتضامن مع تيزي وزو وتنظم قافلة نحو البلديات المتضررة في مبادرة أخرى لقيت استحسان سكان ولاية تيزي وزو، قرر العديد من الناشطين في عدة ولايات على غرار الجزائر العاصمة وبومرداس والبويرة وتيبازة··· وغيرها، بتنظيم حملة تضامنية مع سكان تيزي وزو وذلك بتنظيم قافلة مساعدة محملة بالمواد الغذائية والألبسة والأغطية الشتوية وجمعها من العائلات والمحلات التجارية ليتم تحويلها إلى ولاية تيزي وزو اليوم السبت وتوجيهها إلى البلديات التي عزلتها الثلوج· وجاءت هذه المبادرة -بحسب ما نشروه في صفحات الفايسبوك- بعد تجاهل الدولة للأضرار التي خلفتها الثلوج وحرمان ولاية تيزي وزو من كل أنواع المساعدات، وكذا بعد إعلان النشرة الجوية عن ارتقاب تساقط الثلوج يوم غد الأحد على ارتفاع 100 متر· مقاولو تيزي وزو ينزلون إلى الميدان تضامنا من المتضررين أكد رئيس المكتب الجهوي للمقاولين الجزائري بتيزي وزو طاشور حميد أن الجمعية وجهت نداء لكل المقاولين بالولاية قصد التدخل في الميدان وتسخير جميع وسائلهم وآلاتهم وجرافاتهم لفتح الطرق· وأشار إلى أن النداء لقي استجابة، إذ يتواجد العديد من المقاولين بعدة مناطق يعملون على فتح الطرق التي أغلقتها الثلوج· أكثر من ذلك، كشف أن المقاولين يجمعون الأموال ويشترون بها الأغطية والألبسة، مشيرا إلى أنهم قدموا هذه الهبات إلى مناطق متضررة على غرار قرى مقلع وعين الحمام والأربعاء نآث إراثن وبوزقان واعزازقة·· وغيرها من المناطق المعزولة· وكشف أن فرقة من المكتب الجهوي تتواجد في الميدان وفي المناطق المتضررة لمقابلة السكان لمعرفة حاجياتهم· أصحاب الملبنات يضمنون الحليب لسكان عين الحمام وإفرحونان وإليلتان مجانا لم تتوقف حملات التضامن من سكان البلديات والقرى المتضررة بساقط الثلوج بولاية تيزي وزو عند المواطنين والتجار فقط، بل حتى أصحاب الملبنات، الخاصة بالولاية قاموا بعمل إنساني فريد من نوعه، حيث قرروا توفير مادة الحليب لثلاث بلديات الأكثر تضررا بالولاية جراء تساقط الثلوج التي بلغ سمكها مترين ونصف، وهي عين الحمام وإفرحونان وإليلتان وبوزقان··· وهي المناطق الواقعة على ارتفاع يزيد عن 1200 متر، ويتم توزيعه على المواطنين مجانا· العملية بدأت بحر الأسبوع المنصرم، وستستمر -حسب المنتجين- إلى غاية نهاية الثلوج بهذه المناطق، كما كشفوا أن العملية ستوسع لعدة مناطق تضررت بالثلوج· طلبة الإقامة الجامعية بوخالفة يخرجون في مسيرة سلمية للمطالبة من السلطات التدخل خرج، أول أمس الخميس، الطلبة القاطنون بالإقامة الجامعية بوخالفة للذكور في مسيرة سلمية انطلقت من الحي الجامعي إلى مدينة تيزي وزو على بعد 10 كلم نحو مقر الولاية ونظموا اعتصاما عارما أمام المدخل الرئيسي، مطالبين السلطات التدخل لمساعدة العائلات التي تضررت من الثلوج في البلديات المرتفعة· وقد شارك في هذه المسيرة الطلبة الذين ينحدرون من هذه البلديات على غرار طلبة بوزقان، إمسوحال، إيعكوران، أبي يوسف، أقبيل، عين الحمام، إفرحونان، إليلتان، واسيف، واضية، بوغني، ذراع الميزان، مطالبين من التدخل لإنقاذ عائلاتهم، كما شركهم العديد من طلبة المناطق الأخرى التي لم تتضرر بالثلوج· انهيار شرفة مستشفى بعين الحمام وخطر الانهيار الكلي يهدد المرضى والطقم البشري بدأت ولاية تيزي وزو تسجل خسائر مادية معتبرة، بعد مرور قرابة 10 أيام من تساقط كميات معتبرة للثلج، حيث سجلت 6 وفيات بسبب البرد، وأكثر من 460 حالة تحويل إلى العيادات والمستشفيات· كما سجل، أمس، انهيار شرفة جناح طب النساء بمستشفى عين الحمام تحت ثقل الثلوج، خصوصا وأن هذه البناية مر عنها 100 سنة· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر داخل المستشفى، فإن الثلوج تهدد الانهيار الكلي لهذا المستشفى، مشيرا إلى أن مديرية الصحة على علم بذلك، وصرح أن مجموعة من الشباب المتطوعين غامروا بحياتهم وصعدوا إلى أعلى المستشفى لإزالة الثلوج من أعلاه· انهيار قاعة الرياضة بعين الحمام بعد شهرين من تدشينها فضحت الثلوج بمنطقة عين الحمام أشغال إنجاز قاعة للرياضة لم يمر شهران على تدشينها، لتنهار كلية، أمس، بسبب الثلوج المتراكمة عليها، وهي القاعة التي خصصت لها غلاف مالي ب 16 مليار سنتيم، ولحسن الحظ أن القاعة كانت فارغة من المواطنين· هذا وكشفت مصادر من بلدية عين الحمام أنه سيفتح تحقيق في القضية لكشف تجاوزات المقاول الذي أنجز هذه القاعة· طرق مغلقة و2500 منزل دون كهرباء ووالي تيزي وزو لا تزال العديد من الطرق الوطنية بتيزي وزو مغلقة على غرار الطرق الوطنية رقم ,12 ,30 ,71 ,26 ,15 وكذا العديد من الطرق الولاية على غرار الطريق رقم ,253 ,11 ,1 ,152 ·.4 وكذا غلق العديد من الطرق البلدية بالمناطق التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر، فيما فتح العديد من الطرق جزئيا منذ اليومين الأخيرين، ويترقب أن تغلق كل الطرق الوطنية والولائية والبلدية والمؤدية إلى القرى وتعبر المناطق الواقعة على ارتفاع يزيد عن 400 متر ابتداء من يوم غد الأحد· بالمقابل، أكد مصدر من سونلغاز تيزي وزو أن التيار الكهربائي عاد إلى معظم قرى الولاية· وحسب الأرقام فإن أزيد من 2500 منزل ما زالت، علما أن في الثلاثة الأيام الأولى من الثلوج وصل عدد المنازل دون تيار كهربائي إلى أكثر من 60 ألف· وتجدر الإشارة إلى أن سونلغاز سجلت، منذ أمس، أكثر من 40 حالة سرقة للكوابل الكهربائية بعدة مناطق، حيث استغل بعض المجهولين انقطاع التيار الكهربائي لقطع الكوابل الكهربائية· تلميذ في 16 من عمره يفتح طرق الناحية الغربية باستعمال جرافة والده في الوقت الذي همش المسؤولون بلديات آيت يحي موسى ومكيرة وتيمزيرت ببومدراس وحرمانها من كاسحات الثلوج، استطاع مراهق في 16 سنة من عمره أن يحقق حلم السكان ويفتح الطريق بجرافة والده المقاول ويفك العزلة عنهم· هذا المراهق اسمه غيار ياسين، يدرس بمتوسطة ثيغيلت بوغني ببلدية مكيرة ينحدر من قرية إبوعزونان ببلدية ثيمزريت، يعمل ليل نهار بهدف فتح الطرق لعشرات القرى التابعة لثلاثة بلديات، وهو تلميذ مجتهد في الدراسة ويتحصل على نتائج جيدة جدا· وقد ثمن المسؤولون بالبلديات المذكورة والمواطنون مجهودات هذا المراهق الذي رفع التحدي أمام الظروف الطبيعية بهدف مساعدة المواطنين·