إفتتح، نهاية الأسبوع، برواق محمد راسم، معرض تشكيلي جماعي تابع لشركة ''fenosa '' الإسبانية للغاز الطبيعي؛ وقد حضر التظاهرة الثقافية الأولى من نوعها نخبة من الفنانين والمبدعين إلى جانب المهتمين بالفن التشكيلي· المعرض عرف مشاركة أكثر من عشرين لوحة تنوعت بين الطابع السريالي والتكعيبي اللذان قام بدورهما على تجسيد الواقع الاجتماعي والثقافي لإسبانيا واتضح ذلك خلال تجسيد التاريخ الحضاري والفكري العريق لمدينة غرناطة؛ أما الهدف الرئيسي للتظاهرة العمل فهو التعريف بالثقافة الإسبانية على أنها جزء لا يتجزأ عن الثقافة الإسلامية، وأيضا كسر حاجز الصمت والتفتح على الثقافات الأخرى دون سابق إنذار؛ وقد تم تخصيص أكبر عدد من اللوحات لفنانين إسبان قاموا من خلال لمساتهم بتصوير الحياة اليومية للمواطن العادي الذي يجوبال أزقة الضيقة بالأحياء الشعبية للمدينة، وقد تجسد ذلك في لوحة الفنان سلفادور قابرو المعنونة ب ''ضوء الأمل'' حيث كشف الفنان من خلال ريشته عن المتاهات والدوائر المغلقة المفعمة بروح الإنسانية والطيبة التي يتمتع بها سكان الحي والمتمعن في اللوحة يشعر بنبض حياة المدينة رغم أنها تبدو صامتة وغير مبالية بالتفاصيل الدقيقة للحياة؛ وما يميز اللوحة كثرة ألوانها الصاخبة التي طغت على كل المساحة دون أن تترك شعورا بالملل على المتمعن فيها؛ كما أن الشيء الذي يشد المشاهد تعدد المفاهيم والقراءات التي تميزها عن غيرها من اللوحات. وفيما يخص اللوحة الثانية المعنونة ب ''جمال الضوء'' فهي الأخرى تكشف سر الجمال الذي تتمتع به إسبانيا، ويتضح ذلك من خلال الأشكال المتباينة الأفق الذي تتمتع بها اللوحة مما يدل على أن مدينة إسبانيا تملك قصورا رائعة الجمال، وما زادها رونقا تسلل أشعة الشمس عبر نوافذها طيلة النهار. أما بالنسبة للوحة الثالثة المعنونة ب ''ضوء البحر الأبيض المتوسط'' فهي الأخرى لا تقل شأنا عن نظيرتيها حيث كشفت بدورها عن الجمال الطبيعي للمدينة، وقد جسد الفنان ذلك من خلال كشف ستار الجمال على كل ما هو طبيعي··