نظمت المدرسة العليا للفنون الجميلة، يوم الخميس المنصرم، معرضا متنوعا لمختلف الأعمال المنجزة من طرف طلبتها بمختلف تخصصاتهم، كانت نتاج جهد دام خمس سنوات من الدراسة النظرية والتطبيقية، كما ساهم بعض من طلبة السنة الأولى والثانية بأعمال عكست المستوى الذي وصلوه، كتحفيز لهم من طرف مسؤولي المدرسة وتمكين زوار المعرض من التعرف على إبداعات جل طلبة المدرسة، المؤطرين من طرف أساتذة كل واختصاصه قدموا للزوار كل المعلومات المتعلقة بهذه الأعمال مع شروح وافية عن وسائل العمل داخل المدرسة والأهداف المرجوة من وراء هذه المبادرة. افتتاح المعرض كان بحضور مسؤولي وأساتذة المدرسة، الذين أشرفوا على المعرض وذلك بوجود طلبة المدرسة، الذين أجابوا على كل استفسارات وأسئلة الزوار والجمهور المتعلقة بأعمالهم التي أبهرت الجميع، خاصة ما تعلق بالمنمنمات والزخرفة الإسلامية وأيضا التصاميم التي تنوعت ألوانها والتي عبر من خلالها الطلبة عن مكنوناتهم، في تصوير جميل متعدد الأشكال لفن تقرؤه حاسة البصر يعيد تشكيل الواقع ممزوجا بالخيال. ونظرا لكثرة الأعمال المعروضة وتنوعها، قام المنظمون بتوزيعها على أربع قاعات شملت جميع التخصصات التي تدرس بالمدرسة. القاعة الأولى عرضت فيها أعمال الفنون الإسلامية كالزخرفة والنحت والمخطوطات العربية، ومنمنمات للفنان جمال قوراية خريج المدرسة والذي جسد بلمساته الفنية أفكاره وخياله في لوحات لا تتشابه، ومنها نجد لوحات لآيات قرآنية وأخرى عن الطبيعة إضافة إلى أبيات شعرية، وعنها يتحدث على أنه استمد أعماله من مدرسة الفن المعاصر لمحمد راسم، والتي خرجت عن التقليد عن طريق تأثيرات فنية جديدة وبحوث متواصلة، محاولا إعطاء بعدا جديدا في المنمنمات بدراسة الفكرة واختيار مختلف الألوان التي تعبر عن مضمون اللوحة، كما أن اختيار إطارها حسب قوراية يتم بعناية، ومن بين لوحاته المعروضة نجد لوحة تعبر عن الحلم وأخرى تصور التلوث البيئي مع لوحات للخط العربي مجسدة في أبيات شعرية وآيات قرآنية، وعنها يؤكد على أنها محاولة لإعطاء جمالية للخط العربي عن طريق تقنية فن المنمنمات والتركيب، الذي يعطيه رونقا أخرا في عمل خيالي إبداعي يجمع الخط وعناصر من المعمار الإسلامي. أما اللوحة التي أثارت الانتباه فهي اللوحة التي صور فيها المطربة ماجدة الرومي، وعنها يتحدث على انه حاول تجسيد حركات ماجدة الفنية في أغانيها عن طريق اللون. وفي نفس القاعة عرضت بعض المنحوتات التي تجسد صراع الإنسان مع الطبيعة وخلاصات تجاربه المتعددة وبعض المخطوطات للحرف العربي. أما القاعة الثانية فعرضت فيها صورا فوتوغرافية تعبر عن الحلم والحياة والأمل مع لوحات فنية لفنانين هواة من بوسعادة تصور الإنسان ''البوسعادي'' وعاداته. وفي الطابق الآخر عرضت بإحدى قاعاته لوحات لطلبة متخصصين في الرسم الزيتي، تنوعت ألوانها وأشكالها وعنها يحدثنا جمال لعروق، وهو احد أساتذة الرسم، الذي أوضح أن هذه الأعمال جسد الطلبة من خلالها خيالهم، عن طريق البحث والتي لها أبعادا إنسانية مواضيعها قد تكون مستلهمة من أفلام أو من الطبيعة أو أشياء أخرى، تفسيرها يختلف من فرد لآخر حسب تفكيره وبعده الروحي، والتي تستعمل فيها مختلف الألوان كل لون يعبر عن فكرة معينة لها ذوق جمالي إنساني لأحاسيس معينة. هذه الألواح حسب الأستاذ تعبر عن وجهة نظر الطلبة الخاصة تثير التأمل والتساؤل وتثري خيال المتلقي، وتسلط الضوء على الكثير من جوانب الواقع قد تبدو خفية، أدواتهم في ذلك اللون والأسلوب والتقنية وفي كل الأحوال حسب لعروق الطالب حر في اختيار ما يناسب رؤيته لتنفيذ العمل الفني. وعن الألوان يوضح أنها ألوان مائية وزيتية وإكريليكية والجير الملون وغيرها، والتلوين قد يكون تلوينا مسطحا أو باستخدام السكينة والملامس المتنوعة أو التنقيط أي باستخدام بقع ونقط وخطوط منتظمة بإيقاع ثابت في كل كتلة ملونة. أما القاعة الرابعة للمعرض والأخيرة، فكانت مخصصة لفن التصميم الداخلي والخطي فيها قدم الطلبة تصاميم مختلفة مبتكرة لبناءات معمارية وديكور داخلي، مثل تصميم المسجد الكبير وساحة الشهداء بمختلف البناءات المحيطة ونجد فيها لمسات الطلبة الإبداعية مجسدة في ابتكارات جديدة في الهندسة المعمارية والديكور، إضافة إلى ذلك نجد تصاميم خطية عن طريق التركيب الإلكتروني والفني والرسم أبدع فيها الطلبة محاولة منهم إعطاء قيمة للصورة والخط في الحملات الإشهارية ومختلف الإعلانات وملصقات الأفلام وشعارات المؤسسات ومواقع الانترنت وغيرها، أي كل ما له علاقة بالماركتينغ وسيميولوجيا الصورة، وعنها يحدثنا الأستاذ محند أمقران زرقة المتخصص في هذا المجال، أنها أعمال ابتكر فيها الطلاب عن طريق مزج الألوان والرسم الحاسوبي للحصول على مادة إشهارية إعلامية معينة لموضوعات مختلفة، واستغل الفرصة لدعوة الجميع للاهتمام بالفنون الجميلة وتوفير الإمكانيات لتحقيق أهداف المدرسة التي يرى أنها من أحسن المدارس عالميا تحتاج فقط إلى عناية واهتمام . للعلم فان المعرض سيدوم إلى غاية 14 جويلية مفتوح للجميع على مدار الأسبوع ماعدا الجمعة والسبت من 8 صباحا إلى غاية السادسة مساء، وستكون هذه المناسبة فرصة للتلاميذ الحائزين على شهادة البكالوريا زيارة المعرض والاطلاع على إمكانيات المدرسة والتعرف على شروط الالتحاق، بها وذلك من خلال الأيام المفتوحة التي تقترحها المدرسة من 7 إلى 14 جويلية.