حاز عبد العزيز غرمول، أمس، على تزكية المؤتمر التأسيسي في حركة الوطنيين الأحرار، وأعلن في ندوة صحفية، عقب ذلك، أن حركته ستخوض التشريعيات وتسعى إلى تحالف وطني واستراتيجي مع أحزاب ضد التزوير، وقال إن الجزائر في حاجة عاجلة إلى هذا التحالف، مضيفا ''حركتنا لا تمانع الدخول في تحالف مع الإسلاميين إذا لم يكن فيه تعارض مع الخط الوطني للحركة''· هذا، وانتفض أحد المؤتمرين عن ولاية أم البواقي إزاء طريقة اختيار مكتب تسيير المؤتمر التأسيسي، واستغرب آخرون عدم عرضه على المصادقة، كما احتج آخرون على عدم حيازتهم على وثائق المؤتمر، بالإضافة إلى احتجاج ممثلي ولاية تيارت على التمثيل· ويقول قيادي مؤسس للحركة رفض الكشف عن هويته، إنه لم يعرض المكتب على المصادقة لأنه جرى الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجان قبيل المؤتمر، أما عن الوثائق فيقول إن المسألة مقصودة ''كون الوثائق الخاصة بالقانون الأساسي والسياسة العامة وإثبات العضوية كانت محل نقاش بين أعضاء اللجان التي تمثل الولايات وهي بحوزة المنسقين الولائيين''· واعتبر القيادي مسألة احتجاجات ولاية تيارت ''بالداخلية سرعان ما تم حلها بينهم''· وكان مطروحا خلال المؤتمر التأسيسي تغيير تسمية الحزب إلى حركة الجزائريين الأحرار، حسب رغبة كثير من المؤتمرين إلا أنه تم الإبقاء عليها في نهاية المطاف، حركة الوطنيين الأحرار التي حضر تأسيسها بقوة 721 مندوبا في المؤتمر يمثلون 47 ولاية، دون أن تترجم تلك التحفظات إلى احتجاجات رسمية مكتوبة· ويقول قيادي آخر إن كل الهفوات التي حدثت في المؤتمر ستستدرك في المؤتمر الأول ''وقد يكون بعد عام''· أما عبد العزيز غرمول الذي قدمه مكتب المؤتمر رئيسا للحركة قبل التزكية، على خلفية إجماع مسبق حوله، كشف في كلمته أن المؤتمر التأسيسي ''ثمرة جهد متواصل منذ سنوات''، ما يعني أنه ليس وليد قرار السلطات فتح المجال أمام اعتمادات جديدة للأحزاب· وقال في كلمته -أيضا- إن ''الجزائر بخير رغم أنه قبل سنة كنا نقول عكس ذلك لترهل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لكن اليوم الجزائر مقبلة على خير عظيم، لأننا اليوم سنجسد البديل·· نحن لا ننتقد بل نقدم البديل الذي تغير به وجهة البلد''· وأوضح غرمول أن حركته ''تتشكل من إطارات الأمة، المهمشة التي تستمد ثقافتها من ثورة التحرير''· وأردف في سياق هذا الكلام أن حزبه يجمع الإسلاميين المتطورين والديمقراطيين غير المتعصبين''، لكنه قال أيضا ''إننا نراهن على التيار الوطني المتشبع بالديمقراطية وأفكاره الشخصية وليس المستوردة''· أما عن الجهة التي سيمارس فيها نشاط الحركة السياسي، قال ''نحن عندما نعارض لا ننتقد بل نقدم البديل، لهذا وضعنا برنامجا سياسيا استعجاليا لإنقاذ الوطن يمس كل القطاعات''· واعتبر أن الساحة مقابل ذلك مسمومة وموجهة بآليات غير صحيحة، كما لا يوجد في المسؤوليات السامية رجال مناسبون لها''· ومن أهم توجهات الحركة أيضا ''أن التقسيم الاجتماعي في الجزائر لن يكون على أساس رجل وامرأة بل على أساس الكفاءات وليس على أساس أحزاب كبيرة وصغيرة بل على أساس أحزاب قديمة استنفذت ما كان لديها وأخرى جديدة تقدم البديل، ومجتمع إسلامي ديمقراطي لأننا مسلمون وليس اسلام يبتز''، داعيا إلى بناء الإنسان الجزائري من الداخل ''بعدما تم تحطيمه من الداخل''· وفي رسالة تبدو موجهة إلى جهات ما، قال ''نحن مستقلون عن كل العصب والعصبيات التي أفلست البلد واستقلاليتنا لا نقاش فيها ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا رأيا لا نستمده من قناعاتنا''، مبرزا أن حركة الوطنيين الأحرار ''تهدف إلى تغيير ليس الوجوه فقط بل آليات وطرق التسيير من القاعدة إلى القمة، والتأسيس لتكافل وسلم اجتماعيين وتغيير جذري وعميق''· وعن التحالفات، لا يعارض غرمول تحالفا مع الإسلاميين ''شريطة أن تكون مبنية على قيم مشتركة ولا أحد يتمايز على الآخر بالإسلام''· وقال كذلك ''هناك تحالفات بدأت مبكرا، لكننا نحن نعمل على تحالف مع أحزاب ضد التزوير وهو تحالف استراتيجي قد لا يستبعد عناصر إيجابية داخل السلطة''، موضحا أن هذا التحالف في خطواته الأولى، رافضا الكشف عن عدد أحزاب هذا التحالف أو هويتها· أما عن الضمانات التي قدمها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولجنة الإشراف على الانتخابات، قال ''ليست كافية وسبق قبلهم من الرؤساء واللجان من قدموها''، داعيا إلى تقديم قوائم الناخبين للأحزاب''، مبرزا أن دخول حركته للتشريعيات بهدف ''المشاركة في صياغة الدستور للأهمية البالغة للمسألة''·