لم يحصل لي الشرف للتعرّف على مدير التلفزيون توفيق خلادي عن قرب·· لست أدري إن كان متزوجا وله عائلة صغيرة أو كبيرة·· ولست أدري إن كان فرانكوفونيا أو مزدوج اللغة·· ولست أدري إن كان من تلمسان، أو من وهران أو من البيض ولست أدري إن كان ذو شخصية خلاقة ومنفتحة بحق وحقيقي أو مجرد بيروقراطي مثل البيروقراطيين الآخرين الذين مروا على رأس المؤسسات الإعلامية، ولست أدري من يقف وراءه في السلطة، السعيد بوتفليقة أم آخرون لا يشعرون بالارتياح تجاه شقيق الرئيس·· لكنني أدري أن المدير الحالي للوحيدة واليتيمة كما يقولون كان يساريا وشيوعيا ذات يوم، وللعلم فالبرغم من أنني لائكية ليبرالية فأنا لا أشعر بأي كراهية أو عقدة ضد اليساريين أو الشيوعيين سابقا، لكنني أشعر بالغثيان تجاه الذين يبدلون بسرعة غريبة قمصانهم، ويتنكرون لماضيهم الأيديولوجي والسياسي··· أعرف أن الباكس لم يعد على قيد الحياة مثله مثل الذين فارقونا وتركوا من بعدهم أثرا طيبا أو غير طيب·· وأعرف أن هذا الباكس كان منهم الذكي والمتفتح والمؤمن بقيم الحرية والتقدم، فهل يا ترى لازال توفيق خلادي على وفائه لمبادئه؟! قصدت مبادئ الحرية والإبداع·· لقد تخلوا عن المدير السابق ·· الشخص الأخير لا أعرفه شخصيا·· لكن يقال إنه كان نزيها ومتشددا على مستوى التسيير·· ومع ذلك لم يكن محظوظا في قيادة التلفزيون إلى شاطئ الانفتاح·· والكل يعلم أن الشخص الأخير لم يكن يمتلك كل الحرية·· فناصر مهل لم يكن يحبه، بل وصف التلفزيون في عهده بالرديء وآخرون أيضا لم يكونوا يحبونه·· والآن هل توفيق خلادي قادر على تحرير التلفزيون من جموده·· اننا لمنتظرون·· سمعت ثناء كبيرا على توفيق خلادي وعلى ذكائه وعلى شجاعته، أنا إلى حد الساعة متشككة فيما إذا سيكون توفيق متفوقا على سابقيه·· لكنني أرفع التحدي وأقول لتوفيق ·· بيّن لنا على حنة يديك يا توفيق، وإنا لمنتظرون ولمنتظرات·· كون اسبع يا توفيق وكولني!!