التكاثف الكبير الذي تظهره مختلف أجهزة الدولة لإقناع المواطنين بضرورة الإنتخاب وعدم المقاطعة يدعو إلى الحيرة، هكذا قال حماري اللعين الذي ما يزال يسوّس أفكاره بما يحدث في البلد من حراك مرحلي ينتهي بمجرد نهاية الكرنفال· قلت مستنكرا: أين المشكل يا حماري في ما يحدث؟ قال ناهقا: عندما تكون الأمور في صالح السلطة فهي تفعل القليل والكثير من أجل الوصول إلى أهدافها وتظهر لنا إمكانياتها العقلية في التفكير والتحليل من أجل البلوغ إلى الهدف، حيث نرى كل الأجهزة تتحد من أجل التحسيس بضرورة الإنتخاب و تُبيّن لنا عن رغبتها في تحقيق ما هو مرجو، طبعا هذا جميل ولكن لماذا عندما تتعلق القضية بأمور تخص الشعب وحقوقه المشروعة خارج إطار الإنتخاب وسرقة الأصوات، لماذا الأجهزة لا تظهر كفاءاتها الحالية وتعكف فقط على إظهار وجه اللامبالاة والتهرب و''الله غالب''؟ قلت: لأن الدولة في خدمة الدولة والشعب في خدمتها أيضا ولا يمكن أن تُعكس الآية وإلا يحدث الخلل· قال ساخرا: لماذا لا نرى هذه الوجوه تدافع عن مكتسبات الشعوب وحقوقها في الحياة الكريمة إلا في ظروف متعلقة بالمصلحة، لماذا السلطة تخاف أن ''يُسوّد وجهها'' أمام العالم الذي يتابع بإهتمام سير العملية الإنتخابية ولا تخاف أن تقتل مواطنا بالجوع؟ قلت مقاطعا: لماذا تبالغ أيها الحمار؟ هل ما زال من يموت بالجوع في عصرالكيوي والبنان؟ قال غاضبا: أنت تسخر من نفسك، وتردد نظريات السلطة وأنت تعرف جيدا أن الجوع من زمن يقتل· قلت: حاول أن تركز يا حماري ولا تخلط رغبة الإدارة في إنجاح العملية الإنتخابية بهلوساتك ووساويسك الغريبة· إنفجر من الضحك وهو يقول: وساوس؟ هلاوس؟ حتى الأرانب التي تراها تنط وتقفز من التلفزة في نشرات الأخبار وصفحات الجرائد عبارة عن أوهام تريد أن تستعطفنا حتى تمسك رقابنا ···فعلا نحن في زمن القهر والهوان· قلت مستعجبا: لا شيء يرضيكم أيها الشعوب الغريبة ويبدو أن القضية أكبر من الإنتخابات وهي مجرد ملح سيصب على الجرح·ئ؟