عندما نسمع الحادثة الطريفة التي وقعت في مصر مؤخرا والتي كان بطلها أحد أعضاء البرلمان الذي قام بإجراء عملية تجميلية لأنفه وادعى بعدها مباشرة أنه تعرض للضرب من طرف مجهولين، يمكن لنا أن نستوعب الوضع الذي أصبح يعيشه المواطن العربي بصفة عامة تحت سلطة مثل هؤلاء· نهق حماري اللعين وهو ميت من الضحك· وقال: آخر شيء كنت أتوقعه من هؤلاء الذين أسقطوا مبارك من أجل أن يتسلطنوا بطريقتهم الخاصة· قلت: قبل هذا كان هناك نائب آخر أذّن في البرلمان وبادر بنفسه إلى ذلك حتى أوقفه رئيس المجلس عنوة· قال: بربك هل ترى هذا الوعي يؤهل العرب أن يكونوا في مصاف الدول المتقدمة؟ قلت: يمكن، ولكن التقدم على طريقتنا الخاصة وليس على الطريقة الحقيقية· قال: فعلا ما يحدث يؤكد أن الخلل ما يزال قائما، وهذا لا ينطبق عنهم فقط ولكن عندنا أيضا تحدث أشياء ولكن بفضل سياسة التعتيم الممارسة يبقى كل شيء سرا· قلت: لكن أن يبلغ الأمر إلى اختلاق أكاذيب وباطل فهذا ليس معقولا· نهق نهيقا مخيفا وقال: بل هو هذا المعقول يا عزيزي، النفاق والكذب وتجنب الصحة هي الخصال التي يجب أن يتسم بها النائب حتى ينجح· قلت: ولكن هذا غير معقول؟ قال: لقد قيل فيما سبق أن العلم تخدمه بنفسك دائما ولكن المال يخدم عنك فيه نائب، ونحن سلّمنا أمرنا لهؤلاء النواب الذين يستعملوننا كمطية لسرقة مالنا· قلت: سيخفضون لهم الأجر· قال ساخرا: الله يهديك ومتى صحت الأقوال في هذا البلد؟ قلت: ربما ستتغير الأمور ويحدث هناك شيء يجعلك تعيد حساباتك؟ قهقه عاليا وقال: كل شيء يمكن أن يتغير إلا أن يتبدل مستوى الوعي الذي ''يتكركر'' في الحضيض وخاصة مستوى هؤلاء·