قال حماري متسائلا··· لماذا يكثر الكذب قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد؟ هل عندك إجابة على هذا؟ قلت ساخرا··· لأنه بإمكان كذبة مثير أن تغطي على حقيقة مثيرة··· نهق نهيقا مخيفا وقال··· تقصد رجال السياسة يكذبون على الشعب حتى لا يلامون على الحقيقة المُّرة التي تسببوا فيها ورجال الحرب يكذبون على الشعب حتى يصيرون في عيونهم أبطالا ولو من ورق··· ورجال الصيد يكذبون في صيدهم ويصير الأرنب غزالا حتى يستحقون الشكر والثناء؟ قلت··· الحقيقة طعمها مرّ والقليل من يستطيع تجرع مرارته بينما الكذب منمق وجميل ويصدق بسهولة فائقة، لذلك تجد هؤلاء يفضّلون اللجوء إليه حتى لا يتعبون ثم من لا يستطيع الكذب لا يعرف ما هي الحقيقة··· قال بأسف··· تقصد أنهم يدركون كل ما لا ندركه؟ قلت··· هل تعرف يا حماري ما الفرق بين الكذب والقطة؟ القطة لها سبع أرواح فقط بينما الكذب فهو كل الحياة··· ضرب حماري ذيله محتجا على كلامي وصرخ··· أين الحقيقة؟ قلت··· الحقيقة يا حماري تعيش في خضم الخديعة··· قال··· هل تقصد أننا نعيش في عالم أسود بعيد عن الصدق؟ قلت··· لا أدري لماذا تصر على هذا النقاش ولكن يجب أن تعرف أن الحقيقة الخالصة هي بمثابة السم لبعض الناس··· هل سمعت من سقى لنفسة السم؟ قال··· كلامك هذا يجعلني ''أدوخ'' وأعد التفكير في كل شيء من حولي··· قلت ساخرا··· لك كل الوقت حتى تعيد حساباتك وتعيد ترتيب أفكارك، إن كنت تظن أنك تعيش في عالم حقيقي فأنت فعلا حمار··· نهق عاليا وقال··· رغم كل ما تقول إلا أن حتى لو خرست الحقيقة ودفنتها تحت الأرض فإنها ستنمو وتنبت وليذهب الجميع للجحيم· قهقهت بطريقة مستفزة وقلت··· نم في عالمك المثالي ودع الكذب يحلق بجوانحه إلى حيث لا يمكنك أن تصل·