السلطة ''تحلف'' في الشعب وتقول له إن لم تنتخب فسوف تُعرض نفسك للتهديد من الخارج الذي يراقبك ويراقبنا، ولكن يجب أن تنتخب على نفس الوجوه التي انتخبتها فيما سبق وأيضا نجحت فيما سبق· نهق حماري نهيقا مستفزا وقال، ما معنى أن يترشح نفس الوزراء ونفس النواب ونفس الوجوه في الوقت الذي تعدنا السلطة بالتغيير؟ قلت·· السلطة تقصد التغيير الشكلي وليس تغيير المضمون·· قال·· كيف تريد أن تضحك على العالم وتوهمه أنها تسعى لتكريس الديمقراطية وحرية الاختيار وضمان نزاهة الانتخابات والهيكل العام لم يتغير؟ قلت·· فرضا أنها جاءت بوجوه أخرى كما تريد، لكن من يحرك الوجوه ويجعلها ترقص في ساحة السياسة هي نفسها ولا يمكن للستار أن يسقط أو يتغير· قال ناهقا·· تكررت وجوه الوزراء والنواب والسلطة لسنوات من الزمن، حتى تخيلنا وصرنا لا نفهم إن كانت البلاد عاجزة عن ولادة غيرهم، وصرنا نقرف منهم بمجرد أن يخرجون إلينا من التلفاز أو الجريدة، هذا التنافر النفسي الذي يسيطر علينا يدل على أن الخلل ما يزال مستمرا· قلت لحماري مهدئا من أعصابه التي بدأت تفور، أنت وكل الشعب الذي نصبت نفسك محاميا عنه·· كلكم تدركون أن الخلل موجود ولكن لا أحد استطاع أن يقول لا· ضرب حماري بذيله يمينا وشمالا وقال·· من يسمع حمار مثلي إذا تكلم، وإن تكلمت سوف يواجهوني بألف دليل بأن الفساد يبدأ مني، رغم أني لا أملك أي شيء والغريب في الأمر أنهم يملكون الدليل الذي لا أعرفه أنا· قلت، مادمت تحفظ الدرس جيدا، لماذا تصر على ''تشارك الفم'' وتتهم السلطة باللامبالاة والتهاون في تحقيق مطالبك كشعب؟ قال ساخرا، أول واجب على السلطة أن تحمي الشعب لا أن تدير له حياته؟ قلت مقهقها، فعلا أنت نذل أيها الحمار، وجدت من يسيّر لك حياتك وتتبطر على النعمة؟ قال ساخرا، ومن قال لك إني أريد من يسيّر لي حياتي، الشعب يا عزيزي يريد الحقيقة الصادقة لا الكذب المُنمّق·