التراشق الحاصل بين ضرائر التحالف السابق أمر متوقع وإلا سيكون هناك خلل ما لو لم يكن الأمر على هذا النحو، وما حدث بين أبو جرة وبين بلخادم الذي قال أن حمس مجرد حشرة كانت في أعلى النخلة وطارت يؤكد أن الطلاق الذي وقع بينهما كانت أسبابه عميقة أكثر مما نظن· نهق حماري اللعين وقال: إن الإختلاف بين هؤلاء مجرد سخرية على ذقن الشعب الذي حكموا وتحكموا في مصيره مدة سنوات· قلت ضاحكا وهل أنهما كانا على هذا القدر من التأثير؟ قال مستنكرا كلامي، أمسكوا بالسلطة وخنقوا الشعب بسياسيتهم العرجاء وأبانوا لنا عن أنيابهم الضاحكة ونحن لم نصدق ذلك كله، عكسهم تماما فقد توهموا وصدقوا وحكموا، وبعد ذلك خلعوا بعضهم البعض كما يخلع الشرس المُسوّس من الفم· قلت ساخرا، أضحكتني يا حماري فعلا هذه الأحزاب لا ترقى أن تساوي حتى الضرس المُسوّس· قال: ومع ذلك كله ما زالوا يتأملون في سرقة حق الشعب وصوته ومازالوا يتوهمون أن الناس تمنحهم الثقة· قلت: غريب أمرك أيها الحمارالمسوّس، سترى أن الأفلان وحمس سوف يتصدرون مقاعد البرلمان الأولى· اندهش من كلامي وصرخ، على ماذا تستند في تحليلك هذا؟ قلت: على ذاكرتي وإحساسي وعقلية الجزائري· قال ناهقا: تريد أن تقول أن الأمور ستبقى على حالها؟ قلت: وستتعفن أكثر وغرغرينة الفساد سوف تستفحل أكثر وأكثر· قال: والغريب أن كل الشعب يعلم ذلك ولكن لا أحد يريد أن يغير قلت: الجميع يريد تغيير العالم ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه· و إذا أردت ذلك فابدأ بتغيير نفسك أيها الحمار· نهق نهيقا مخيفا وقال···أنا لا أتغير وهذا ما يوجد في قاع البحر حبيت ولا كرهت·