في بلد ''ارفع راسك يابّا'' تُسرق خبزة فيحكم على السارق بعام نافذ من السجن وتسرق كنوز علي بابا فلا تجد العدالة من سرقها ولا من فكر في ذلك، ولا من تطاول على شرف الدولة واعتدى عليها فتقيّد القضية ضد مجهول فلا حساب ولاعقاب· نهق حماري نهيقا مخيفا وقال: الثورات تقودها الحرية والظلم والجوع لذلك ترى النار تشتعل من حولنا ومن كل جانب· قلت: هل تظن أنه من المنطقي أن يسجن الجائع؟ قال: كل يجوع على حسب مفهومه للجوع وكل يسرق على حسب ما يجد حوله· قلت مندهشا: أنت تساوي هذا بذاك؟ قال ساخرا: مارثن لوثر كينغ يقول إن الظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان، لذلك فإن ما حدث وما يحدث فإن الظلم هوالذي يخنق الجميع· قلت: لو كانت العدالة باسطة ذراعيها على الدولة، هل سيجرؤ هذا أو ذاك على السرقة، وهل يمكن حبس من يجوع في بلد البترول؟ نهق نهيقا متواصلا وقال: لقد وضعت يدك على الجرح، هل من المقبول أن يحصل هذا أصلا، عيب أن يحصل· قلت: الظلم موجود بكثرة ولكن الشرلايمكن أبدا أن ينجح على المدى الطويل، لذلك نأمل أن تتغير الأمور· ضرب حماري الأرض بحافريه وقال: ذكرتني بجيفارا الذي قال أنه حيثما وجد الظلم فهو وطني لذلك لن أجد غرابة أن يسجن سارق الخبزة و يبقى حرا من يسرق بلدا بأكمله· قلت: الغريب أنه لا يمكن أن نأمل بتغير الوضع لأن السلطة نفسها· قال: من يسمعنا نتكلم يظن أننا نشجع على السرقة ، ولكن أهل مكة أدرى بشعبها وكلنا نعرف أن الجوع في بلادنا موجود بقدر وجود الغنى الفاحش، ولكن لماذا يسجن الفقيرالمعوز ويترك المتبطر الغني؟ قلت ضاحكا: هي قانون الحياة يا حماري والبقاء للأقوى· نهق نهيقا شديدا وقال: حياة الجبن متعبة وحياة الذل أتعب ولكن هذا هوالواقع·