لقي مواطنان حتفهما وأصيب ثالث بجروح خطيرة، إثر انزلاق للتربة أدى إلى هدم ثلاثة مساكن بحي كونبطات الفوضوي ببوزريعة، بعد الأمطار الغزيرة الّتي شهدتها العاصمة ليلة أول أمس· ففي حدود الساعة العاشرة والنصف من نهار أمس، انهارت ثلاثة مساكن جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، ليلة أول أمس، أحد المساكن انهار فوق رأس الطفل ''مروان'' البالغ من العمر 11 سنة توفي على إثرها، بينما انتشلت فرق الحماية المدنية جثة الأم ''بلخير يمينة''، في حدود الساعة الثالثة والربع من مساء أمس، بعد أن تحولت إلى أشلاء مبعثرة، وسط حضور مكثف لسكان الحي، في حين لا يزال الوالد بين الحياة والموت بمستشفى بن عكنون· وكان السكان تحت وقع الصدمة، حين اقتربت منهم ''الجزائر نيوز'' للوقوف على أسباب هذا الحادث المأساوي· وقد لوحظ تطوع شباب الحي للبحث عن جثة الأم ''بلخير يمينة'' إلى جانب فرق الحماية المدنية والدرك الوطني، البحث الذي استمر لساعات طويلة، بسبب وجود الجثة تحت أطنان من التربة، وتطلب الأمر تعاون السكان مع الفرق المختصة للعثور على الجثة· وبدت إلى العيان جليا سكنات بالحي مهددة بالسقوط في أيّة لحظة، وبشكل يعزز خوف السكان من ملاقاة نفس المصير في أيّة لحظة· وكشف شكيب حاج إبراهيم، وهو أحد سكان حي كونبطات الفوضوي، عن وجود تشققات على مستوى سكنه الخاص، بسبب انزلاق التربة الذي حدث مؤخرا، معبرا عن خوفه من أن يتكرر السيناريو مع عائلته، بسبب الوضعية الكارثية للسكنات· وعبّر سكان الحي عن تذمّرهم من الحالة الكارثية للسكنات، وانعدام الغاز والماء والكهرباء، مشيرين إلى لامبالاة السلطات العمومية، حيث سبق أن قدّموا طلبات إلى السلطات المحلّية للحصول على سكنات ''مناسبة''، منذ ما لا يقل عن 20 سنة، إلا أنّ مشاكلهم ظلّت بدون حلول إلى هذه الساعة· وتساءل السكان ''ماذا تنتظر السلطات الولائية لحلّ مشاكلهم المتعلّقة بالسكن، وسط هذه الأحداث المأساوية، واحتمال تكرر سيناريو الموت تحت الأنقاض في أيّة لحظة''، مشيرين إلى غياب الوالي المنتدب ورئيس بلدية بوزريعة، إثر هذا الحادث الأليم· ويحصي السكان حوالي 120 عائلة بالحيّ لديهم عقود شراء مساكنهم منذ ,1992 وأخطروا مصالح البلدية، بأنّ أرضية سكناتهم غير صالحة و40 غير مسجّلين بالبلدية، غير أنّ البلدية على علم بوجودهم· وحسب السكان، فإنّ الرشوة والمحسوبية مازالتا أهمّ وسيلة للحصول على سكن بالجزائر، موجّهين رسالة إلى السلطات المحلّية ''قلنا للسلطات إنّه يجب توفير سكنات مناسبة، والآن بدأ العدّ التصاعدي للموتى فماذا ننتظر بعد''·